انشغلت الأوساط السياسية والناشطون بلقاء "بيت الوسط" مساء أمس الاول بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وذلك بعد فراق وقطيعة داما طويلاً، وتحديدًا منذ استقالة الحريري في الرياض في تشرين الثاني الماضي والعودة عنها، إلا أن الطرفين (جعجع والحريري) تخطيا كل الخلافات الصعبة، وهذا ما دفع جعجع إلى زيارة الحريري في بيت الوسط، في سبيل التفاهم على عناوين سياسية للمرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، قالت مصادر "القوات" لصحيفة "الجمهورية"، أن جعجع يريد أن "تشكّل مرحلة الانتخابات والدينامية الانتخابية صدمةً ايجابية للحكومة ولا يمكن تحقيق ذلك إلّا من خلال:
1- وجوه جديدة في الحكومة توحي بالثقة.
2- فصل النيابة عن الوزارة، فالجمع بينهما لا يسمح بإنتاج حكومي كما يُفترض.
3- وضع أهداف عملية وسريعة تحقق تطلّعات الناس بدءاً من حل أزمات الكهرباء والسير، وتحقيق وفرٍ اقتصادي ومعيشي وترشيد الوزارات والإدارات لتسهيل معاملات المواطنين.
4- الذهاب في شكل واضح إلى ممارسة واضحة المعالم، والتشديد على القوانين المرعية والشفافية وإدارة المناقصات بعيداً من أيّ محاولات لتمرير أي مشاريع خارج إطار الشفافية المعهودة.
5- الالتزام بسياسة «النأي بالنفس» لأنها الوحيدة التي اعطت لبنان هذا الانتظام على مستوى المؤسسات، الأمر الذي لم يكن قائماً في المرحلة السابقة، وبالتالي ضرورة التشديد على الالتزام بهذه السياسة لترسيخ مزيد من الاستقرار السياسي، وبالتالي الانتظام المؤسساتي وإبعاد لبنان عن سياسة المحاور".
ومن جهة اخرى، لفتت المصادر إلى أن "اللقاء طوى صفحة التباينات السابقة وفتح صفحة بيضاء جديدة ترتكز على التحالف المشترك بينهما انطلاقاً من العناوين الاستراتيجية الكبرى، وشكّلت الانتخابات النيابية الحد الفاصل بين المرحلة السابقة والمرحلة اللاحقة، ولم يتمّ التطرق إلى ايّ من التباينات التي بدأت ربما ما قبل استقالة الحريري وصولاً إلى الانتخابات".
مضيفةً، أنه "تمّ الاتفاق على وضع آلية تنسيق مستمرة ودائمة وقد تكون شِبه يومية لمواكبة المرحلة الجديدة التي قد تحكم البلاد لفترة طويلة عملياً، وبالتالي يقتضي التأسيس لها بنحوٍ واضح بغية تجسيد تطلّعات الناس وآمالهم".