نكرّر ما تحلو البداية به مع كلّ رمضان مزدحم: لا رحمة لمسلسلات القعر والسذاجة والاستخفاف. ولعلّكم تعلمون، لم نساير ولن نساير. نُشاهد بجدّية ومسؤولية، ونكتب بأمانة وضمير. مَن استحقّ جمال الكلمة، نال حقّه، والركيك سينال أيضاً ما يستحقّ. موسم رمضاني آخر، نتشاركه معاً، في المشاهدة والكتابة والتغريدات. مسلسلات تقدّمها الإعلانات الترويجية بصورة "نموذجية"، ومع الوقت، تتبيّن على حقيقتها، بالونية خاوية. تعلّمنا الخيبة ألا نرفع الرهانات، ونُذعن للدعاية الأخّاذة. كلّه على الأرجح وهم، أمام واقع المُشاهدة. لم نعد نتوقّع الدهشة من أحد. رمضان خيبات أكثر منه مفاجآت، هذا ليس تشاؤماً بل حقيقة. مسلسلات كثيرة تُقدَّم على أنّها ضخمة، فنُصدم بالمحتوى الهشّ. هذه السنة، نُشاهد من مسافة. لن نتعلّق مسبقاً بأيّ عمل، ولن نقول بحماسة: "أوه، إنّه مسلسلي المفضّل". الانطباعات مسألة خاسرة. وحدها المُشاهدة تُحدّد أيّ الأعمال سيكون المفضّل وأيّها المغشوش. على الأقل، سنكون صوتاً صريحاً في مواجهة الزيف والتواطؤ والمديح المجاني. نبدأ رمضان برجاء أن نكون بحجم الحِمْل. وهو ثقيل لفرط الإحساس بالمسؤولية. تابعونا يومياً، أعانكم الله.
نبدأ بعرض سريع لأبرز المسلسلات المعروضة على القنوات المحلّية، على أن نستكمل غداً عرض أبرزها المعروض على الفضائيات العربية.
"تانغو": الرقص في الهاوية
الكتابة لإياد أبو الشامات والإخراج لرامي حنّا. هذا الثنائي في العادة يُحمّس على المتابعة. تعرض "أل بي سي آي" مسلسلاً من بطولة باسل خياط، الرقم الصعب في رمضان. أسماء أخرى في البطولة: باسم مغنية، دانييلا رحمة، دانا مرديني، يوسف حدّاد، طلال الجردي، وسميرة بارودي. الحبّ والخيانة والانتقام في حبكة يقول المسلسل أنّها جديدة. خياط في دور رجل الأعمال عامر، ومرديني في دور زوجته لينا. مغنية في دور المهندس سامي ورحمة في دور زوجته، مدرّبة رقص التانغو فرح. تبدأ الصداقة المتينة بالتفكّك حين تتسرّب أسرار من داخل الجدران الأربعة، لتنكشف صراعات وأزمات مؤلمة. الأربعة سيرقصون التانغو على حافة الهاوية.
"طريق": الإنسان يبدأ بخطوة
عابد فهد ونادين نجيم معاً بعد "لو". تعرض "أم تي في" مسلسلاً عن المصادفات غير المُتوقّعة في حياة المرء المُتعَب. فهد ونجيم أمام كاميرا رشا شربتجي، قصة مقتبسة عن "الشريدة" للكاتب المصري نجيب محفوظ (سيناريو سلام كسيري، ومعالجة درامية فرح شيّا). إنّها قصّة شابة يُتعبها الحصول على لقمة العيش، تُبلّغ بضرورة إخلاء منزلها والدكان ومحطّة بنزين تمتلكها عائلتها، ليضعها القدر بوجهه الغامض في حياة جابر، الرجل المُنكسر بعد موت عائلته بحادث. طريق الإنسان تُحدّده خطوة. البطولة، إلى فهد ونجيم، لوفاء موصلّلي، جنيد زين الدين، ريتا حرب، مجدي مشموشي، نهلا داود، وآخرين.
"بوح السنابل": "عيتا، إيه يا عيتا"
اعتاد جمهور "المنار" على عمل "مقاوِم" كلّ سنة. "بوح السنابل"، مسلسل آخر تدور حوادثه في بلدة عينا الشعب الجنوبية. "عيتا، إيه يا عيتا". يعود بنا إلى مرحلة ما قبل حرب تموز 2006، متوغلاً في تفاصيل الأرض والشعب والعزيمة في الرأس والقلب. الإخراج لمحمد وقاف، والبطولة لأحمد الزين، فيفيان أنطونيوس، عمّار شلق، مازن معضّم، وآخرين.
"موت أميرة": مشاكل وتقلّبات
البطولة لمازن معضّم وشيراز وكارمن لبّس وثنائي التمثيل والحياة، جورج شلهوب وإلسي فرنيني. المسلسل تعرضه "الجديد"، وهو من كتابة طوني شمعون وإخراج عاطف كيوان. إنّها عودة إلى ستينات القرن الفائت، حيث تؤدّي شيراز دور الشابة أميرة، المُطارَدة بالمشاكل والتقلّبات. بإطار رومانسي، تصارع أميرة الريح لتُمسك بخشبة خلاصها.
"الهيبة العودة": "سامحيني عالقسوة"
تعلمون أنّ البطولة لتيم حسن وهو جبل شيخ الجبل الشهير بعبارة "لا تهكلوا للهم". المسلسل مُنتَظر بعد جزء أول في رمضان 2017. أحد رهانات "أم تي في" العالية السقف. المناخ عشائري، صراعات وتصفية حسابات، وظهور شخصيات جديدة. "مجبور اقسى، سامحيني عالقسوة سلف"، شارة البداية بصوت ناصيف زيتون موقفٌ وقوّة. البطولة أيضاً لمنى واصف ورفيق علي أحمد وعبده شاهين وأويس مخللاتي، إلى نيكول سابا وفادي أبي سمرا وفاليري أبو شقرا وآخرين. تأليف سيناريو وحوار باسم السلكا، قصة هوزان عكو، وإخراج سامر البرقاوي.
"ومشيت": الحياة مرة أخرى
لقاء آخر يجمع كارين رزق الله وبديع أبو شقرا. تعود ميدا مع ابنتها إلى لبنان بعد ظنّ عائلتها بأنّها ميتة. 16 عاماً مرّت على إصدار زوجها أمل، العقيد في الجيش، وثيقة وفاتها، فتعود لتقلب الأوراق جميعها. لماذا هربت وماذا عن عذاباتها ومشاعرها؟ تشارك رزق الله وأبو شقرا في البطولة، ناديا شربل، بياريت قطريب، سيرينا الشامي، شربل زيادة، فيما يحلّ أسعد رشدان ورندا كعدي ضيفي شرف. الكتابة لرزق الله والإخراج لشارل شلالا.
"فوضى": الخراب السوري
عمل سوري من عمق الخراب والغبار. التأليف لحسن سامي يوسف ونجيب نصير، والإخراج لسمير حسين، أما البطولة فلسلّوم حداد، عبد المنعم عمايري، ديما قندلفت، وفادي صبيح. تعرض "الجديد" مسلسلاً عن المأساة السورية مُختزلة بالنزوح والغربة وموت الإنسان وانهيار القيم الأخلاقية. لن يبقى سوى الضمائر الميتة وأزلام الحرب. من الأعمال المُنتَظر أن تترك أثراً.
"جوليا": طبيب يداوي الناس وهو عليل
ماغي بو غصن وقيس الشيخ نجيب في رمضان. كوميديا رومانسية تعرضها "أل بي سي آي"، بعد نجاحات "كاراميل" الموسم الفائت. بو غصن في دور شابة غريبة الأطوار، تعشق التمثيل، تدعى جوليا. حالات من تقلُّب المزاج والعصبية، تعيشها جوليا بإحساس مُرهف، مُتقمّصة شخصيات تحلم بتمثيلها، إلى أن تزور عيادة الطبيب عاصي (الشيخ نجيب) وتبدأ رحلة علاجها. يبقى السؤال: ماذا لو أدّت دور قاتلة؟ الكتابة لمازن طه، والإخراج لإيلي ف. حبيب، يشاركهما البطولة، تقلا شمعون، جيسي عبده، سلطان ديب، ليليا الأطرش، مجدي مشموشي...
"الحب الحقيقي": القلب بين رجلين
يعود "الحب الحقيقي" عبر "أل بي سي آي" بعد جزء أول. قلب نورا (باميلا الكيك) بين رجلين: راكان (جوليان فرحات) ورامي (نيكولا معوّض). تنقلب المسارات حين تُكشف الخديعة وتسقط جميع الأقنعة. الماضي مطرقة تهدم كل ما بُني. لم يعد الندم ينفع ولا إخفاء المسألة برمّتها. بين راكان ورامي، امرأة دمّر الجميع حياتها، وحين قرّرت طيّ الصفحة، تلقّت صفعة قوية. السيناريو والحوار لباسكال حرفوش، والحوار أيضاً للمى مرعشلي، الإخراج لجوليان معلوف والبطولة لنهلا داود، أسعد رشدان، طارق سويد، أندريه ناكوزي وآخرين.
"الحب جنون": دموع وضحكات
خماسيات بعناوين عدّة ومحتوى واحد: الحبّ. تدرج الحكايا القصيرة، عوض التطويل والسرد البطئ على مدى ثلاثين يوماً. الحبّ بوجوهه وتناقضاته، بدموعه وضحكاته، في قصص تعرضها "الجديد"، من تأليف كلوديا مرشليان ورافي وهبي ونادين جابر وناديا الأحمر، وإخراج فيليب أسمر وغيره من المخرجين. أما البطولة فلسيرين عبد النور، نادين الراسي، زياد برجي، إيميه الصياح، ميرفا القاضي، ريتا حايك، وسواهم.
"كل الحب كل الغرام": لا تعليق
تستمرّ "أل بي سي آي" في عرض مسلسل صنّفناه الأسوأ. لنا عودة إليه، وسنرى بأيّ قدمين سيخوض سباق رمضان. البطولة لكارول الحاج، باسم مغنية، تانيانا مرعب، علي منيمنة وآخرين، الكتابة لمروان العبد والإخراج لإيلي معلوف.
هذا بعضٌ مما سنشاهده على القنوات المحلية، ولنا عودة غداً.