أكّدت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، أنّ «المياه تُعتبر الوسيلة الأولى من دون أيّ مُنازع لترطيب الجسم بأقصى درجة ممكنة على مدار السنة وليس فقط خلال هذا الشهر الفضيل، لخلوّها من السكّر والسعرات الحرارية، وقدرتها على منع الجفاف والإمساك ومشكلات الجهاز الهضمي. يُنصح باحتساء ما لا يقلّ عن ليتر ونصف إلى ليترين منها يومياً، علماً أنّ هذه الكمية تتغيّر وفق الجنس، والعمر، وحرارة الطقس، ومعدل النشاط. يجب بدء الإفطار بكوبين من المياه، وتكرار الأمر ذاته مع مرور كل فترة وجيزة».
لكنها في المقابل قالت إنّ «هذا الواقع لا يعني أنه يجب الامتناع عن سائر المشروبات المتوافرة، إنما يمكن الاستمتاع بالأنواع الرمضانية التالية باعتدال ومن وقت إلى آخر:
الجلّاب
يحتوي شراب التمر، ودبس العنب، ومياه الورد، والمكسرات خصوصاً الصنوبر والزبيب. الجدير ذكره أنّ الزبيب ودبس العنب غنيّان بالفيتامينين A وC المضادين للأكسدة، جنباً إلى معدني البوتاسيوم والحديد الأساسيين لسلامة الدورة الدموية والشرايين. أمّا التمر فيحمي من سرطانات الجهاز الهضمي، ويحتوي جرعة عالية من الألياف التي تسهّل حركة الأمعاء وتضمن الشبع، والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والفوسفور والماغنيزيوم وغيرها من المغذيات المفيدة للجسم والتي من الضروري تعويضها بعد انتهاء الصوم.
قمر الدين
هذا المشروب المستخرج من المشمش المجفّف والمصفّى غنيّ بالفيتامينات A وB وC، ومعدن الحديد. يتميّز قمر الدين بقدرته على رفع الطاقة والحيوية، وتقوية الجهاز المناعي والنظر، كما يلعب دوراً مهمّاً في حالات فقر الدم. كذلك تبيّن أنّ المشمش يحمي من السرطان بفضل مادة بيتا كاروتين المضادة للأكسدة التي تمنحه اللون البرتقالي، كما أنه يهدّئ الأعصاب، ويرفع الشهيّة، ويخفّض الكولسترول.
التمر الهندي
يحتوي نسبة عالية من البوتاسيوم، والألياف أبرزها «Pectin». ومن أهمّ خصائصه أنه يخفّف أوجاع الرأس التي قد تظهر بسبب الامتناع عن الطعام لوقت طويل، ويحسّن عملية الهضم، ويُليّن الأمعاء، ويُهدّئ الأعصاب، ويحتوي مضادات حيوية تحارب البكتيريا.
السحلب
يدخل في تركيبته الحليب الغنيّ بالكالسيوم والفيتامين D الأساسيّين لصحّة العظام، والقرفة المهمّة لضبط مستويات السكر في الدم ودعم حركة الجهاز الهضمي، والمكسّرات الغنيّة بالأوميغا 3 التي تقوّي الجهاز العصبي. السحلب يغذّي الجسم وفي الوقت ذاته يرطّبه ويبرّده.
الحليب مع التمر
المشكلة في نقع التمر بالحليب أنه تتمّ غالباً إضافة السكّر إلى هذا المزيج. غير أنّ تجنّب ذلك يساهم في الإفادة من إيجابيات الحليب وأيضاً التمر المليء بالفيتامينات والمعادن والألياف، والذي يتمتّع بخصائص مضادة للأكسدة، ومحارِبة للسرطان خصوصاً سرطان مصران الغليظ.
شراب السوس
يُحضّر من خلال نقع جذور عرق السوس، ويُضاف إليه السكّر لأنّ مذاقه يكون مرّاً. أظهرت الدراسات أنّ السوس مهمّ للجهاز الهضمي، والمناعة، والعظام، ومفيد لمقاومة العطش. لكن يجب على مرضى الضغط المرتفع الحذر منه لأنه يرفع الضغط.
اللبن
يمكن استهلاكه صلباً كما هو، أو إضافة إليه المياه ورشّة ملح للحصول على العيران. اللبن يرطّب الجسم، ويزوّده بالفيتامين D والكالسيوم وبكتيريا البروبيوتك الجيّدة التي تحسّن أداء الجهاز الهضمي خصوصاً خلال فترة الصوم، ويحسّن الكولسترول الجيّد. لكن يُفضّل اختيار النوع الخالي من الدسم تفادياً للتأثيرات السلبية على مرضى الكولسترول والأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد.
العصائر الطازجة
تحتوي الكثير من الفيتامينات والمعادن التي تختلف جرعتها وفق نوع الفاكهة أو حتّى الخضار المستخدمة. إنها تعزّز نشاط الجسم بعكس نظيراتها المعلّبة التي تفتقر إلى المغذيات وتحتوي الكثير من السكّر الذي يرفع مجموع السعرات الحرارية الفارغة».
وأشارت الغزال إلى أنّ «غالبية المشروبات المذكورة تُضاف إليها المكسرات النيّئة، كالجوز واللوز والصنوبر، المفيدة جداً لغناها بالدهون التي ترفع الكولسترول الجيّد في الدم وتخفّض النوع السيّئ. بالتأكيد يُفضّل تناولها بدلاً من اللجوء إلى المقالي والدهون السيّئة. لذلك لا مانع من وضع حفنة صغيرة منها داخل المشروبات، خصوصاً أنّ الجسم بحاجة إلى السعرات الحرارية بسبب الامتناع عن الأكل طوال اليوم، شرط بِلا مبالغة أو تكرار ذلك مرّات عدة».
وخِتاماً دعت إلى «إرواء العطش بواسطة المياه أولاً، والتلذّذ بالجلّاب وغيره من المشروبات بمعدل كوب واحد لا أكثر. يمكن الحصول كل يوم على نوع منها للاستمتاع بمختلف النكهات والفوائد، لكن يجب عدم الاعتماد عليها لترطيب الجسم إنما الاكتفاء بها لاستمداد الطاقة وقليل من السكر الطبيعي. أمّا بالنسبة إلى المشروبات الغازية فالأمثل تفاديها نهائياً لاحتوائها نسبة عالية من السكر والكالوريهات الفارغة، وعجزها عن إسكات العطش بعكس ما هو شائع».