يتكوّن القلبُ في الأسابيع الأولى من حياة الجنين، ويكتمل تكوينُه في نهاية أوّل شهرَين من الحمل. ويتابع نموّه إذ يقارب وزنه عشرين غراماً في الشهر الخامس تقريباً. يتشكّل القلب من الأذنين والبطين، ويفصل الأذين الأيمن عن الأيسر جدار من العضل، وكذلك بالنسبة للبطين. كما يتألّف القلب من شرايين وأربعة صمّامات.
يتكوّن القلب بشكل مذهل ولدى تعرّض ميكانيكية التكوين لمشكلةٍ ما يطرأ عيبٌ فيه كثقب أو انسداد في الصمام، أو انعكاس في وضعية الشريان. وتختلف أمراض القلب عند الأطفال اختلافاً جذرياً عن أمراض القلب عند الكبار. فعند الأطفال هذه الأمراض تسبّبها عيوبٌ خلقية تولد مع الطفل نتيجة خطأ أو مشكلة في تكوّن القلب. وأحياناً تكون العيوب مكتَسَبة كما هي الحال مع الالتهابات التي تصيب قلبَ الصغير.
أعراض تدلّ على إصابة الطفل بمرض القلب
يؤكد الدكتور الياس سعيد صفير أنّ الفحص السريري يكشف الحالة. فإذا كان في الأذنين أو البطين ثقب صغير يلاحظ الطبيب وهو يعاين الطفل صفيراً ينبعث من القلب.
ولكن في حالات أخرى قد تكون المشكلة أكثرَ تعقيداً كأن يكون مصاباً بالزرق، ومن أعراض هذه الحالة: سرعة في التنفّس، وتسارع في نبض القلب، إضافة إلى التعب والتعرّق الشديدين عند الطفل وهو يتناول طعامه، وتترافق هذه الأعراض مع بطءٍ في عملية نموّه.
كما أنّ تشخيص العيوب القلبية يتمّ فضلاً عن الفحص السريري بواسطة التخطيط والتصوير الصوتي والتصوير ما فوق الصوتي.
ويشير دكتور صفير إلى أنّ 70 في المئة من أمراض القلب عند الأطفال مجهولة الأساليب ولم يتم بعد تحديدها. ولكن، بعض تلك العيوب يتصل بعامل الوراثة خصوصاً إذا كانت أمهات هؤلاء ممَّن تناولن خلال فترة الحمل أدوية دون استشارة طبيب، أو ممَّن تعرّضن لالتهابات أو لنوع من الأشعة، أو ممَّن كنّ مدمنات على تعاطي الكحول والمخدرات بشكل مكثّف.
وإذا كان الطفل عند ولادته يعاني مشكلات ضخمة في جهازه الهضمي أو في الرأس فإنّ نسبة تعرّضه لمشكلات قلبية ترتفع كثيراً. وتجدر الإشارة إلى أنّ تشخيص أمراض القلب لدى الجنين داخل الرحم يصبح ممكناً وبدقة متناهية عندما يبلغ الشهر الخامس. كما يمكن معالجة بعض الحالات بتزويد الجنين بأدوية معيّنة لإنقاذ حياته.