عندما تعمل الغدّة الدرقية بشكل طبيعي، فإنّ الهورمونات التي تنتجها تنظّم طريقة استخدام الجسم للطاقة، وتُبقي كلّاً من الدماغ والعضلات والأعضاء تعمل بفاعلية. فضلاً عن أنها تضبط عملية الأيض، ما يعني أنّ انخفاض مستوياتها يُبطئ قدرة الجسم على حرق الدهون، وبالتالي يواجه المريض صعوبة في خسارة الوزن حتّى عند اتّباعه حمية غذائية معيّنة.
لكن هذا لا يعني أنّ التحرّر من الكيلوغرامات الإضافية أمر مستحيل، إذ من خلال الالتزام بالنصائح التالية يمكن تحقيق الهدف المرجوّ بسهولة أكبر:
التشخيص أولاً
في حال معاناة أعراض قصور الغدّة الدرقية، كالتعب وزيادة الوزن غير المبرّرة والإمساك وجفاف البشرة وارتفاع الحساسية تجاه البرد، يعني أنّ الوقت قد حان لاستشارة الطبيب وإجراء اختبار دم يرصد مستويات «TSH»، التي تستدعي بدء العلاج إذا كانت مرتفعة جداً. غير أنّ إعادة «TSH» إلى معدلاتها الطبيعية لن تعكس بدورها زيادة الوزن كما يتوقع العديد من المرضى. الأمر يحتاج إلى بذل جهود أخرى إضافية.
زيادة تمارين القوّة
على رغم أنّ الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى السبب الفعليّ، إلّا أنّ هورمونات الغدّة الدرقية تؤثّر في أداء العضلات. بالنسبة إلى النساء اللواتي يعانين قصور الغدّة، فذلك يعادل الخلل غير الطبيعي في وظيفة العضلات، ما يعني أنهنّ يحتجن إلى وقت أطول لبناء العضلات والحفاظ عليها، حتّى بعد بدء تناول الأدوية.
باختصار، عليهنّ بذل جهود أكثر على كل مستوى بغضّ النظر عن العلاج. غير أنّ هذا الأمر يستحقّ العناء لأنّ العضلات تحرق كمية سعرات حرارية أكثر من الدهون. ومع غياب التمارين، إنّ انخفاض الكتلة العضلية يعزّز احتمال زيادة الوزن.
لبلوغ أفضل النتائج، ينصح الخبراء بإجراء 2 إلى 3 حصص من تمارين القوّة أسبوعياً، على أن تدوم كل واحدة نحو ساعة، وتستهدف مجموعات العضلات الرئيسية كالجزء العلوي والسفلي من الجسم. كذلك يجب أن يكون وزن الأثقال مرتفعاً بما يكفي، وتقسيم كل تمرين إلى 3 مجموعات تُكرّر فيها الحركة من 8 مرات إلى 12.
الإنخراط في الكارديو
تُعتبر تمارين الكارديو أساسية للحفاظ على خسارة الوزن، خصوصاً في حالات قصور الغدّة الدرقية. هؤلاء المرضى يستطيعون خسارة الوزن، لكن عليهم إجراء مزيد من تمارين المقاومة والكارديو مقارنةً بالشخص العادي. المطلوب ممارسة 30 دقيقة إلى ساعة من النشاط 5 أيام أسبوعياً.
يشمل ذلك أي نوع من الحركة التي تدفع إلى التعرّق وزيادة معدل دقات القلب، كالمشي، أو الهرولة، أو الركض... أي شيء يُسلّيكم ويحفّزكم يكون مُلائماً لكم.
تناول بروتينات إضافية
إلى جانب الرياضة الصحيحة، يجب عدم إهمال البروتينات التي تُعتبر بدورها من بين المكوّنات الأساسية لبناء العضلات. إستناداً إلى «Center for Nutrition and Weight Management»، لا بدّ من رفع جرعة البروتينات في النظام الغذائي إلى معدل يتراوح بين 1,2 إلى 1,5 غ من البروتينات لكل كيلوغرام من وزن الجسم المثالي للنساء اللواتي يعانين قصور الغدّة الدرقية.
يعني ذلك، إذا بلغ الوزن المثالي نحو 60 كلغ، يجب الحصول على 70 إلى 90 غ من البروتينات يومياً. تتمثّل القاعدة الجيدة ببناء الطبق بواسطة مصادر البروتينات الصحّية، جنباً إلى الكثير من الخضار، والكربوهيدرات الصحّية كالفاكهة الطازجة والحبوب الكاملة، والدهون الجيّدة كالأفوكا وزيت الزيتون.
لكن حتى على رغم هذه التوصيات، من المهمّ جداً أن يستشير مريض قصور الغدّة الدرقية إختصاصي التغذية، لوضع خطة ملائمة له تحسّن وضعه الصحّي، وتدعم فاعلية العلاج.