التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي شهدته الساحة السورية منذ إستهداف القواعد الإيرانية في مطار التيفور في التاسع من نيسان الماضي، وما تبعه من أعمال عسكرية إن من جهة ما سمي بالرد الإيراني الذي استهدف مراكز لجيش العدو في الجولان المحتل ( بدون أي إصابات ) وردة الفعل الإسرائيلي القاسية جدا والتي طالت بحسب بيان جيش العدو عشرات المواقع التابعة لفيلق القدس الإيراني داخل "سوريا ".
وفي مقابل الإعلان الإسرائيلي هذا ( وتلك من المرات النادرة التي تعلن فيها إسرائيل صراحة عن قصفها مواقع في سوريا ) تبرأت "إيران" من صواريخ الغراد التي إستهدفت الجولان ولم تكتفِ بهذا بل تبرأت أيضا من كل المواقع المستهدفة عبر الإدعاء بعدم وجود قواعد إيرانية أصلا في "سوريا "!
بعد هذه المعطيات نستطيع القول أن التماس الإيراني الإسرائيلي فضح كل الإدعاءات الإيرانية، وظهرت إيران بموقع العاجز والخائف أمام " الحماقة " الإسرائيلية وعنجهيتها، فلا سبع دقائق ونص ولا من يسبّعون ، ولا تدمير لتل أبيب وحيفا ولا من يحيّفون، ولا فتح لجبهة الجولان ولا من يجوّلون .
إقرا أيضا: معارك الجنوب الإنتخابية غير المرئية
وما يسمى بفيلق " القدس " الذي دار حول الكرة الأرضية ودمر الحرث والنسل في طريقه وجدناه على الحدود مع العدو الإسرائيلي وعند أول " مواجهة " مباشرة حقيقية يفر فرار العبيد .
لطالما عودنا النظام الإيراني أن " يصارع " العدو الصهيوني من خلال أذرعه فقط ( حماس - "حزب الله" - الجهاد )، ويحقق هو إنتصارات يسيلها في مصلحته ومصلحة بلاده، مع الكثير من المزايدات والخطب الرنّانة عن حمل لواء فلسطين وتحرير القدس .
إقرا أيضا: سر دائرة الجنوب الثانية، ودور الحزب؟
هذه اللعبة الإيرانية انفضحت أي فضيحة عندما هدّد قادة العدو بأن إستهداف العمق الصهيوني سيقابل باستهداف العمق الإيراني هذه المرة، وهذا ما جعل النظام الإيراني يدرك بأن الإقتراب من العدو الصهيوني يفقده هامش المناورة ويجعله مضطرا إما إلى تغيير قواعد اللعبة والدخول بشكل مباشر، وهذا ليس بحسابات النظام، وإما الإنسحاب من سوريا والعودة إلى الإتكال على الأذرع فقط للحفاظ على الرافعة الأساسية للنظام المتمثل بيافطة " تحرير فلسطين " من بعيد وعليه يصبح الإنسحاب من "سوريا " عمليا وليس عبر التصريحات هو الأجدى للنظام ولإستمراريته وهو الأهم، وبمثابة حاجة للنظام الإيراني لأن الحرب عن بُعد أسلم .