مع انطلاق جولة جديدة من محادثات أستانة بشأن سوريا برعاية روسيا وإيران وتركيا، عمدت القوات التركية إلى اتخاذ خطوات جديدة على الأرض السورية في إطار سعيها لتثبيت عملية تقاسم النفوذ بين الأطراف الضالعة في النزاع المستمر في هذا البلد منذ عام أكثر من 7 سنوات.


وذكرت وسائل إعلام تركية، بينها وكالة "الأناضول"، أن القوات التركية نقطة مراقبة إضافية في شمال شرقي محافظة إدلب السورية في سياق تنفيذ اتفاق تخفيف التصعيد المتفق عليه في محادثات أستانة، ليرتفع بذلك عدد النقاط التركية في الشمال السوري إلى 11 نقطة.

بدوره، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه "ضمن عملية تقاسم النفوذ المستمرة" دخل رتل تركي جديد إلى الأراضي السورية صباح الاثنين عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب.


وتوجه الرتل العسكري التركي إلى شمال غرب مدينة حماة ووصل إلى منطقة ميدان غزال في جبل شحشبو والمطلة على منطقة سهل الغاب، وفقا للمرصد السوري.

وجرت في المنطقة التحضيرات لإنشاء نقطة عسكرية جديدة، بعد أن كانت قد نفذت قوة استطلاع تركية في 11 ايار جولة في منطقة غرب جسر الشغور ومنطقة جبل الأكراد في القطاع الشمالي من ريف اللاذقية بحثا عن موقع ملائم، لإنشاء نقاط مراقبة عسكرية تركية جديدة.

وبعد شن عمليتان في الشمال السوري، الأولى ضد داعش والثانية لضرب المقاتلين الأكراد، ثبتت أنقرة وجودها في سوريا، في خطوة يعتبرها مراقبون تعبر عن الأجندة التركية التوسعية، التي تتقاطع مع الأجندة الإيرانية.

ورغم أن طهران وأنقرة يدعمان أطراف متنازعة في سوريا، إلا أنهما عززا العلاقات بينهما في محاولة لتقاسم النفوذ في سوريا، التي تشهد منذ عام 2011 نزاعا مسلحا، أججته الأطماع الإقليمية لكل من تركيا وإيران، بالإضافة إلى صراع النفوذ الغربي.

والخطوة التركية الجديدة تأتي بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من محادثات أستانة، بين ممثلي المعارضة السورية والنظام، برعاية روسيا وإيران وتركيا، وحضور المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.

وينص اتفاق مناطق تخفيف التصعيد، الذي توصلت إليه الدول الثلاث في وقت سابق بأستانة، على إنشاء هذه القوى نقاط مراقبة، بلغت حصت تركيا منها، 12 نقطة تمتد من شمال إلى جنوب محافظة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة المسلحة، ومعظمها موال لأنقرة.