أوردت صحيفة "فايني آبازريني" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن تحركات إيران وإسرائيل داخل الأراضي السورية. وقالت الصحيفة إن "الإيرانيين تعهدوا بالانتقام من القوات الإسرائيلية عقب الهجمات الأخيرة التي شنها سلاح الجو انطلاقا من شرق سوريا، على المنشآت الإيرانية. في المقابل، ارتأت القوات السورية عدم التغاضي عن التدخل الإسرائيلي".

 

وأضافت الصحيفة أن "المدفعية الإسرائيلية، وجهت في 9 أيار الجاري، العديد من الضربات لمواقع القوات البرية السورية الواقعة في بلدة خان أرنبة. من جهتها، قابلت القوات السورية هذا الهجوم من خلال إطلاق قذائف الهاون، الأمر الذي أدى إلى تنفيذ سلسلة من الضربات من الجانبين".

 

في هذه الأثناء، حاولت طائرات من دون طيار تابعة للوحدات الإسرائيلية اختراق المجال الجوي لمحافظة القنيطرة السورية، وإطلاق العديد من الصواريخ على المنشآت الإيرانية، إلا أنه تم إحباط المخطط الإسرائيلي واعتراض جميع الصواريخ.

 

ردا على ذلك، أطلقت الجهات الموالية لإيران مجموعة من الصواريخ من طراز "فجر5" يصل مداها إلى 43 كم، باتجاه الأهداف العسكرية الإسرائيلية. في الوقت نفسه، تلقى جزء من القوات المسلحة التابعة للجيش السوري أمرا بتنفيذ ضربات انتقامية.

 

وأشارت الصحيفة إلى استهداف إسرائيل لجملة من المواقع السورية والإيرانية في محافظة دمشق، باستخدام مقاتلات من طراز إف 15 وإف 16 كانت قد اخترقت المجال الجوي اللبناني، فضلا عن إطلاق حوالي 10 صواريخ مضادة للدبابات من طراز "سبايك".

 

والجدير ذكره أن لروسيا الدور الكبير في إعادة بناء وتعزيز الدفاع الجوي السوري من خلال دعمه عبر مجموعة من الإجراء ات الإلكترونية. وقد بات واضحا للجميع مدى قوة الدفاعات السورية، وذلك من خلال الضربات الناجحة التي نفذتها الوحدات السورية.

 

وأوردت "فايني آبازريني" أن إيران تعد الطرف الأكثر تكبدا للخسائر، على الرغم من محدودية المعلومات التي تثبت ذلك، وسط هذه الحرب المصغرة مع إسرائيل.

 

وأفادت الصحيفة بأنه إضافة إلى المجموعة الكبيرة من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، فإن إيران تمتلك صواريخ باليستية وأخرى موجهة ذات قدرات عالية، أثبتت نجاعتها السنة الماضية حين وقع استخدامها في محافظة دير الزور السورية، ومن الحوثيين في اليمن.

 

وتابعت: "إضافة إلى ذلك، فإن الحرس الثوري الإيراني يمتلك قاذفات صواريخ متعددة بما في ذلك طويلة المدى، وأخرى عالية الدقة، تجعلها مستعدة لمواجهة أي هجوم والتصدي لأي صراع يلوح في الأفق".

وذكرت "فايني آبازريني" أن روسيا ليست في حاجة إلى أن تحصن نفسها، أو الدخول في حرب مع إسرائيل، نظرا للعلاقة الوثيقة التي تجمع الطرفين، لاسيما وأن إيران تعد بمثابة حليف مؤقت لموسكو في المنطقة.

 

أما سوريا، حسبما أوردت الصحيفة، فتعتبر الحليف الأقرب لموسكو، وأرض القواعد الروسية، الأمر الذي يدفع القيادة العسكرية والسياسية الروسية لبذل المزيد من الجهد من أجل إضعاف أي احتمال المواجهة في البلاد.

 

وأشارت إلى أن "روسيا لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي، والسماح بقصف الأراضي السورية. بناء على ذلك، ستقوم بتعزيز وحدات الدفاع الجوي الواقعة في جنوب البلاد وفي مناطق أخرى من الأراضي السورية".

 

وأقرت الصحيفة بأن روسيا ستزود سوريا بمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية بعيدة المدى "أس 300"، حتى ولو أدى الأمر إلى تدهور العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من حاجة موسكو الملحة إلى تجنب مثل هذه الصدامات.