أولاً: انقسام المعارضة وتفرُّقها
لم تشهد دائرة انتخابية في المناطق الشيعية في دورة الإنتخابات الماضية ما شهدتهُ دائرة الجنوب الثالثة (بنت-جبيل -النبطية-مرجعيون وحاصبيا) من انقسامٍ وشرذمة في صفوف من ادّعوا شرف مواجهة الثنائية الشيعية.
خمس لوائح واجهت بعضها بعضاً قبل مواجهة خصمها القوي، وراحت تقتاتُ من جسم الناخبين-المعارضين الهزيل أصلاً، حتى وصلت يوم الاستحقاق الانتخابي في السادس من أيار الماضي مُنهكة القوى لا حول ولا طول لها، فنالت ما استحقّتهُ من نتائج مُزرية يندى لها الجبين خجلاً وامتعاضاً، فضلاً عن اليأس والإحباط اللذين خلّفتهما في نفوس المواطنين القلائل الذين كانوا يأملون التّغيير في بعض المواقع غير الشيعية، وهذا أضعفُ الإيمان كما يُقال، وحقّ للثنائية الشيعية (الحزب والحركة) أن تفخر بانتصارها الكامل والمهيب، وأن تهتف في وجه قادة لوائح المعارضة: هنيئاً لنا بهكذا معارضة..وكل انتخابات وعساكم بخيرٍ ونشاط، كي تُقيموا لنا "أعراس الديمقراطية" التي يعقبها النّصرُ المظفّر.
إقرأ أيضا : أول بيان قوي لكتلة الجمهورية القوية من معراب..السيادة وحفظ المال العام
ثانياً: حديثُ ابن عباس: أميران! هلك والله القوم
في حديث عكرمة عن ابن عباس؛ أنّه قدم المدينة زمن الحرّة، فقال: من استعمل القومُ؟ قالوا: على قريش عبدالله بن مُطيع، وعلى الأنصار عبدالله بن حنظلة بن الراهب، فقال: أميران! هلك والله القوم.