تتجلّى قوة ريال مدريد بوجود عدد لا بأس به من اللاعبين أصحاب الخبرة الطويلة في الملاعب الأوروبية، أهمهم نجم الفريق الاول كريستيانو رونالدو والقائد سيرجيو راموس.
يتمتع اللاعبان بسمات قيادية، فهما قادران على النهوض بحالة زملائهم المعنوية عند الحاجة، ويستطيعان إفادة الفريق بقدرتهما على التعامل مع المواقف الصعبة التي تتطلب تماسكا والتزاما شديدين.
ويرتدي راموس شارة القائد في ريال مدريد منذ رحيل الحارس الأسطوري إيكر كاسياس، في وقت يلعب فيه رونالدو بصفوف الفريق الملكي منذ 9 أعوام، ويعتبر القائد الثالث في الفريق، بعد راموس والبرازيلي مارسيلو.
ويخرج رونالدو من ظلال راموس القيادية عندما ينضم لصفوف المنتخب البرتغالي، وهناك يبرز "الدون" كقائد يحتذى به، وهو ما ظهر بوضوح عندما فازت البرتغال بلقب كأس أوروبا 2016.
وهذه القدرات القيادية معرّضة لامتحان صعب، عندما يقابل المنتخب البرتغالي نظيره الإسباني ضمن منافسات المجموعة الثانية من نهائيات كأس العالم 2018 الشهر المقبل، والتي تحتوي أيضا على المنتخبين المغربي والإيراني.
وسيتصافح رونالدو وراموس وسيتبادلان شعاري المنتخبين، قبل أن يتفرّغا لمدة 90 دقيقة في محاولة التغلّب على الآخر، بهدف الانتقال إلى الدور ثمن النهائي.
لا يمكن أن تسير الأمور بشكل أفضل بالنسبة لراموس، فهو قائد أفضل فرق العالم حاليا، ويقوم بالدور ذاته مع منتخب بلاده، وفاز مع الإثنين بمجموعة كبيرة من الأرقام، أهمها كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا 3 مرّات.
لعب راموس مباراته الدولية الأولى في آذار العام 2005 أمام الصين وهو في الثامنة عشرة من عمره، وبات واحدا من رموز الفريق، خصوصا عندما لعب دورا أساسيا في إحراز كأس أوروبا 2008 ثم كأس العالم 2010، ومع اعتزال كارليس بويول دوليا، تغير مركز راموس من الظهير الأيمن إلى عمق الدفاع، ليساهم في فوز اسبانيا بكأس أوروبا 2012.
واستلم راموس شارة القائد في كأس أوروبا 2016، وهو الذي لعب حتى الآن 151 مباراة دولية أحرز خلالها 13 هدفا، وبات على بعد 16 مباراة من معادلة الرقم القياسي لعدد المباريات مع المنتخب الإسباني والمسجل باسم كاسياس (167 مباراة).
في الناحية الثانية، يعتبر رونالدو النجم الأوحد في بلاده، كيف لا وهو الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية 5 مرات، وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، إضافة إلى مساهمته في إحراز بلاده لكأس أوروبا الأخيرة التي لم يكمل فيها المباراة النهائية أمام فرنسا بسبب الإصابة.
ولعب رونالدو 149 مباراة دولية أحرز خلالها 81 هدفا، وهو الذي خاض منافسات كأس العالم للمرة الأولى في العام 2006، عندما وصل مع البرتغال إلى الدور نصف النهائي. ولعب رونالدو مباراته الدولية الأولى في آب العام 2003 أمام كازاخستان، ووصل مع بلاده إلى نهائي كأس أوروبا 2004 عندما خسرت البرتغال أمام اليونان في النهائي.
ويتمتع راموس ورونالدو بعلاقة جيدة في ريال مدريد، ودائما ما يدعم الأول زميله في المناسبات التي يتعرّض فيها للانتقادات داخل الملعب وخارجه، وهذه العلاقة المميّزة مرشّحة للتجميد يوم الخامس عشر من الشهر المقبل في مستهل مشوار البدلين بنهائيان كأس العالم، علما بأن الترشيحات ترجّح صعودهما معا إلى الأدوار الإقصائية.