وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضربة استباقية لمنافسيه ساعات قليلة قبل انتهاء الحملة الانتخابية، حين أكد أنه لن يترشح لرئاسة الحكومة المقبلة “إذا كانت مبنية على أساس المحاصصة الطائفية”.
وقال محللون إن العبادي نجح في الظهور بشكل مختلف عن خصومه، وسعى في ظهوره الإعلامي كشخصية عراقية غير طائفية، ما يزيد من حظوظه بين الناخبين العراقيين الغاضبين على الطبقة السياسية التي بنى أغلبها دعايته وحركته السياسية على العامل الطائفي.
وأضاف المحللون أن العبادي بهذا الاستباق قد سعى لمنع تكرار تجربة إياد علاوي بالحصول على أغلبية بالتصويت ليتم تفكيكها بمكيدة سياسية/ دستورية لاحقا لضمان سيطرة منظومة المحاصصة الطائفية على حكم العراق.
وقال العبادي في مقابلة مع تلفزيون “العراقية” الحكومي، بُثّت في ساعة متأخرة من مساء الخميس “أجبرتُ على خوض الانتخابات البرلمانية الحالية، وأنا على المستوى الشخصي لا أرغب بالترشح لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة”.
وعلّل رغبته بالقول “أطمح للخروج من الحكومة وأنا في قمة إنجازاتي ونجاحي وأضرب مثلا للآخرين أنني لا أريد هذه السلطة، لهذا بقيت رافضا الدخول في الانتخابات الحالية إلى آخر وقت”.
وأضاف “قال لي مقربون مني (لم يذكرهم): إنك تريد أن تخذلنا. يجب عليك إكمال المهمة ومنحنا الأمل للمرحلة المقبلة”.
وتابع العبادي “سأكون سعيدا حال عدم دخولي في الحكومة المقبلة، وإذا أراد الشركاء في العملية السياسية تشكيل حكومة محاصصة مثل السابق لن أكون مشاركا فيها”.
واستطرد “لأن ذلك سيعيدنا إلى المربع الأول من المحاصصة والامتيازات وتوزيع المناصب في ما بينهم (دون الإشارة إلى أحد)”.
ونفى العبادي صحة اتهامات بعض الأطراف بأنه يستخدم الأموال العامة في الدعاية الانتخابية الحالية، قائلا “لم يحدث”.
وتنطلق منافسة 7376 مرشحا يمثلون 320 حزبا وائتلافا وقائمة للحصول على 328 مقعدا في البرلمان العراقي المقبل، والذي سيتولى انتخاب رئيسي الوزراء والجمهورية.
واتهم رئيس “حزب الحل” (سني) جمال الكربولي، الخميس، العبادي بـ”تسخيره موارد الدولة واستغلاله منصبه في الدعاية الانتخابية”، داعيا في بيان له إلى تحقيق عاجل بهذا الخصوص.