وشددّت الصحيفة على أهمية لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببوتين في موسكو، مبيّنةً أنّه تم في 9 أيار الجاري، أي "يوم النصر" الذي تحتفل فيه روسيا بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وأنّ نتنياهو حضر العرض العسكري الذي نظِّم لهذه المناسبة.
وأوضحت الصحيفة أنّ اللقاء سبق الضربة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا التي دمّرت خلالها الطائرات الإسرائيلية 5 بطاريات مضادة للطائرات روسية الصنع بـ12 ساعة، ملمحةً إلى أنّ إسرائيل كانت تستشعر بتحضير إيران لضربة وأبلغت موسكو نيتها الرد على الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت باتجاه الجولان المحتل.
وعليه رأت الصحيفة أنّ التصعيد الأخير يدل إلى أنّ بوتين مسمتعد للسماح للقوات الإيرانية بالبقاء في سوريا والسماح للطائرات الإسرائيلية باستهدافها في الوقت نفسه، طالما أنّ هذه الصيغة تتيح له الحفاظ على إنجازه المتمثّل بإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلةً: "لو أراد بوتين أن يرسل إشارة إلى أنّه غير راض عن الضربات الإسرائيلية التي طالت القواعد الإيرانية في سوريا خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، لكان من المستحيل تخيّل رؤيته يستقبل نتنياهو بشكل مميّز ذلك اليوم".
وفي هذا الإطار، أكّدت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين روس ومصادر تشارك بوتين طريقة التفكير، أنّ الأخير لا يرغب في حصول صدام مع إسرائيل منذ نشر قواته في سوريا، كاشفةً أنّ حكومة نتيناهو أوضحت لبوتين، أنّها لا تنوي تهديد حكم الأسد، إذا ما حُفظت أولويتها الاستراتيجية المتمثّلة بمنع إيران من إقامة وجود عسكري طويل الأمد في سوريا.
وشرحت الصحيفة أنّ بوتين ما زال بحاجة لإيران كحليفة للنظام السوري، لعدم رغبته، لأسباب سياسية داخلية، في المخاطرة بأرواح الجنود الروس في سوريا، مستدركةً بأنّ إيران لا تواجه مشكلة مشابهة لأنّها نشرت مقاتلين أفغان للقتال إلى جانب الأسد. في ما يتعلّق بإسرائيل، قالت الصحيفة إنّها لا تستهدف المقاتلين المذكورين وتركّز على الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية، وهي آليات لا يحتاج إليها بوتين لوجود طائرات روسية في سوريا، مبررةً بذلك سبب سماح روسيا لإسرائيل بمواصلة ضرباتها.
وتابعت الصحيفة بالقول إنّ إسرائيل أملت في أن يجبر بوتين إيران على سحب هذه القوات من سوريا، مستدركةً بأنّ عجزه عن ذلك يظهر أن نفوذ الكرملين على طهران محدود، ومستنتجةً بأنّ دعم موسكو وطهران للأسد لا يعني أنّ أولوياتهما مشتركة.
وفي ضوء "موت" الاتفاق النووي والمواجهة الإسرائيلية-الإيرانية الأخيرة، تساءلت الصحيفة إذا ما سيظل بإمكان بوتين الموازنة بين مصالح طهران وتل أبيب، محذرةً من أنّه سيضطر، عاجلاً أم آجلاً، إلى الاختيار بينهما، إذا ما شهدت المواجهة تصعيداً، وهو أمر "مرجح حصوله".