إستناداً إلى دراسة نُشرت في «American Journal of Clinical Nutrition»، قسّم الباحثون 128 شخصاً في مرحلة ما قبل السكري أو يعانون السكري من النوع الثاني إلى مجموعتين حصلت الأولى على غذاءٍ غنيٍّ بالبيض (12 بيضة أسبوعياً)، في حين أنّ الثانية اكتفت بتناول بيضتين في الأسبوع لمدة 3 أشهر.
وبعد متابعة دامت لعام، لم يجدوا أّيّ اختلاف لدى المجموعتين في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كالكولسترول والضغط والسكر في الدم، بغضّ النظر عن كمية البيض المستهلكة.
وفي حين أنّ هذه الدراسة تلقّت تمويلاً جزئياً من «Australian Egg Corporation»، إلّا أنّ معظم خبراء التعذية والأطباء يقولون إنه لا بأس من تناول البيض باعتدال، وينصحون بالتفكير على هذا النحو:
تحتوي بيضة واحدة كبيرة نحو 1,6 غ من الدهون المشبّعة. وفي غذاء يتألّف من 1500 كالوري، فإنّ هذه الكمية تشكّل 1 في المئة فقط من مجموع الدهون المشبّعة المطلوبة يومياً، والذي يجب ألّا يتخطّى 10 في المئة من مجموع السعرات الحرارية اليومية. يعني ذلك أنّ بيضة واحدة لن تكون مضرّة. المهمّ معرفة حجم تأثير هذا الطعام في الغذاء العام. إذا كنتم تستهلكون الكثير من المأكولات الغنيّة بالدهون المشبّعة، كلحم الخنزير أو الغنم أو المقالي، يعني إذاً أنه عليكم الانتباه جيداً لكمية البيض المستهلكة، خصوصاً إذا كنتم تشكون من أمراض القلب، أو ضغط دم غير منضبط، أو ارتفاع خطر التعرّض للإثنين.
أمّا إذا كانت حميتكم صحّية، فإنّ البيض يشكّل فيها جزءاً صحّياً ومتوازناً. في الواقع، تناول البيض صباحاً يمكن أن ينعكس إيجاباً على صحّتكم أكثر ممّا تتوقّعون:
تعزيز صحّة الدماغ
وفق «National Institutes of Health»، تلعب مادة «Choline» دوراً أساسياً في نموّ الدماغ ووظائفه، والذاكرة، والأيض، والمزاج، واللافت أنّ البيض يُعتبر من أفضل مصادرها. معظم النساء يحتجن إلى 425 ملغ على الأقل من الـ»كولين» في اليوم، والرجال 550 ملغ. يمكن الحصول على 147 ملغ منها في بيضة كبيرة مسلوقة، غالبيّتها موجودة في الصفار.
التأثير إيجاباً في العين
بحسب «American Optometric Association»، فإنّ مادتي «Lutein» و«Zeaxanthin» المضادتين للأكسدة أساسيّتان لشبكية العين، بحيث تحافظان على خلاياها الصحّية وتحميانها. كذلك وجدت الأبحاث أنهما تخفّضان خطر الإصابة ببعض أمراض العين، كالضمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر. وبما أنّ الجسم لا ينتج هاتين المادتين، من المهمّ التركيز على مصادرهما الغذائية كالبيض والورقيات الخضراء. لكن يبدو أنّ الجسم يمتصّهما من البيض بسهولة أكبر نظراً لمحتوى الدهون فيه. للحصول على أقصى جرعة، يُنصح بإضافة الـ«Kale» أو السبانخ إلى البيض المخفوق.
تزويد الجسم بقيمة غذائية عالية
إضافةً إلى المواد المذكورة أعلاه، يحتوي البيض البروتينات، والأحماض الأمينية الأساسية، والدهون الصديقة للقلب، والفيتامينات A وB وD، والبوتاسيوم، والكاروتينات. وجدت دراسة صغيرة من «Purdue University» أنّ الأشخاص الذين استهلكوا 3 بيضات كاملة مع سَلطة الخضار التي تحتوي البندورة، والجزر المبروش، والسبانخ، امتصّوا كاروتينات أكثر بمعدل 3 إلى 8 مرّات مقارنةً بنظرائهم الذين لم يستعينوا بالبيض.
دعم خسارة الوزن
يُعتبر البيض بديلاً جيداً للرقائق المحلّاة، أو الدوناتس، أو غيرها من الأطعمة غير المغذّية التي تستهلكونها عادةً على الفطور. في الحقيقة، إنّ البروتينات المتوافرة في البيض تجعله مادةً مُشبِّعة ومُرضية. الشعور بشبع أكبر يعني أنكم ستميلون أقلّ إلى تناول السناكات والسعرات الحرارية الإضافية. يُذكر أيضاً أنّ بيضة واحدة كبيرة تحتوي فقط 78 كالوري.
بناء العضلات
يحتاج الجسم إلى البروتينات لإصلاح الأنسجة العضلية عقب ممارسة الرياضة، ما يساعدها على النموّ أكثر وأسرع. لهذا الأمر يُعتبر البيض سناكاً جيداً بعد الرياضة، بما أنّ بيضة واحدة تزوّد الجسم بنحو 6 غ من البروتينات. لكن يجب الحرص على استهلاك البيضة بأكملها لأنّ الصفار يحتوي أكثر من 40 في المئة من البروتينات.
كذلك وفق بحث نُشر في «American Journal of Clinical Nutrition»، فإنّ الرجال الذين تناولوا 3 بيضات كاملة (18 غ من البروتينات) مباشرةً بعد تمارين القوّة تحسّنت استجابةُ أجسامهم لبناء العضلات مقارنةً بنظرائهم الذين اكتفوا بتناول بياض البيض الذي يحتوي جرعة البروتينات ذاتها. يعتقد الباحثون أنّ المغذيات الموجودة في الصفار، كالأوميغا 3 والفيتامينات والمعادن، قد تدعم عمليّة بناء العضلات.