ورأت الوكالة أنّ الولايات المتحدة ستضطر إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تحجيم نفوذ الجمهورية الإيرانية، مشيرةً إلى أنّ النفوذ الإيراني تجلى بشكل واضح في لبنان هذا الأسبوع، مع تحقيق "حزب الله" وحلفائه مكاسب كبرى في الانتخابات.
ولفتت الوكالة إلى أنّ ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، يواجه مشكلة، حيث تتحصّن إيران في منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات، وتعمّق وجودها منذ اندلاع الربيع العربي في العام 2011.
في هذا الإطار، أوضحت الوكالة أنّ النفوذ الإيراني ما انفك يتسع في العراق، منذ الغزو الأميركي في العام 2003، ملمحةً إلى أنّ الانتخابات المزمع إجراؤها في 12 أيار الجاري ستزيد طهران نفوذاً مع تنافس المجموعات التي تدعمها على السلطة.
ونقلت الوكالة عن كامران بخاري، الباحث في "مركز السياسة العالمية" في واشنطن، قوله: "تسعى إدارة ترامب إلى تحجيم النفوذ الإيراني الإقليمي والأداة الموجودة بمتناول يديها هي الاتفاق النووي.. لكن من غير الواضح كيف يمكن لرفضه (الاتفاق) بشكل كامل أن يحقق هذا الهدف".
وفيما ذكّرت الوكالة بتعليق علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، على نتائج الانتخابات بالقول: "الانتخابات النيابية في لبنان هي "لا" بوجه الولايات المتحدة والصهيونية"، تحدّثت عن "الشعور المتزايد بالضيق" الذي يشعر بها الإيرانيون؛ إذ لم يحقق الاتفاق النووي الوعود التي أُطلقت عند إبرامه، فلم يزدهر الاقتصاد الإيراني ولم يأتِ الأجانب للاستثمار في إيران، ناهيك عن أنّ المسؤولين الإيرانيين يبحثون عن سبل لتفادي اندلاع أزمة مصرفية.
وعليه، علّق أيهم كامل مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مجموعة أوراسيا الاستشارية" بالقول: "من شأن هذا الواقع أن يترك إيران وقيادتها في موقف ضعيف إذا ما قررت الولايات المتحدة زيادة الضغوطات على إيران لأنّ أغلبيتها سيكون مالياً".
بالعودة إلى مكاسب "حزب الله"، نقلت الوكالة عن سامي نادر، مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية، توضيحه أنّ "حزب الله" بات يشكّل إلى جانب حلفائه الأغلبية في البرلمان، وتحذيره من أنّ هذا الواقع يعني أنّ إيران أصبحت قادرة على تحصين وجودها عبر المؤسسات اللبنانية الرسمية وليس عبر قوة "حزب الله" العسكرية فحسب.
ختاماً، ذكّرت الصحيفة بأنّ العاهل الأردني الملك عبدالله، حذّر في العام 2004 من أنّ إيران ستعمل على تكوين هلال شيعي يتألف من حكومات ومجموعات مسيطرة، يمتد من الجمهورية الإسلامية ويصل إلى العراق وسوريا ولبنان، وذلك بهدف توسيع نفوذها.