وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّه يبدو أنّ عداء ترامب تجاه الاتفاق قد تعمَّق في الأسبوع الماضي، بعدما قدَّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرضاً تلفزيونياً مثيراً لتقديم أدلّة عن أبحاثٍ متعلقة بالأسلحة النووية أجرتها إيران قبل 10 سنوات من توقيع الاتفاق، إذ أكَّد ترامب أنّ الاتفاق كان عديم الفائدة، لأنَّ إيران لا يمكن الوثوق بها في الوفاء بعهودها.
إلا أنّه وفي الواقع، بحسب الصحيفة، فقد يُصعِّب ترامب برفضه الاتفاق، باعتباره غير كافٍ لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية، على المسؤولين الأميركيين اكتشاف الجهود الإيرانية "السرية" لتصنيع أسلحة نووية، على حدّ قول المسؤولين السابقين والخبراء.
وقال مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق: "ستكون معلوماتنا عن برنامج إيران في ظلّ وجود الاتفاق أكثر من معلوماتنا من دونه"، مُكرِّراً بذلك، الرأي نفسه الذي ذكره دانيل كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، في الشهادة التي أدلى بها أمام الكونغرس في وقتٍ سابق من العام الجاري (2018). وقال هايدن، الذي ألَّف كتاباً جديداً يتهم إدارة ترامب بتسييس الاستخبارات، إنَّ الكشف الإسرائيلي عن أبحاث ايران النووية السابقة يعزز حجَّج ضرورة عدم المساس بجوهر الاتفاق. وأضاف: "الإيرانيون يكذبون ويخادعون، لذا نحتاج إلى امتلاك أفضل نظام تحقُّق ممكن داخل أراضيهم".
وبالتالي، قد تخسر إدارة ترمب بالإنسحاب من هذا الاتفاق أهمَّ أداة لقياس مدى مصداقية إيران، إذ يعتقد العديد من الخبراء أنَّ انهيار الاتفاق سيؤدّي إلى تعليق الصلاحيات الفريدة الواسعة التي كانت لدى الوكالة على مرِّ السنوات الثلاث الماضية، ما يسهّل في استمرار إيران بصناعة قنبلتها النووية "سراً" من دون أي رقابة دولية.