أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني "عرض الزواج من وزارة الصحة"، خلال مؤتمر صحافي عقده لمناسبة اليوم العالمي للتلاسيميا.
وأكد حاصباني، في كلمة له، "اننا امام مرض وراثي وخطير وعلاجه باهظ الثمن من جميع النواحي وليس فقط المادية، فمرضى التلاسيميا بحاجة الى علاج ونقل دم مدى الحياة، ولكن التلاسيميا أصبح نادر جدا في الدول المتقدمة وبعض دول الجوار بسبب التوعية على اساليب الوقاية منه، وكما سمعنا ايضا ان الوقاية منه سهلة وتبدأ من اجراء فحوصات دم بسيطة قبل الزواج للمقبلين على الزواج".
وأضح أن "وزارة الصحة العامة في لبنان تدفع سنويا حوالى مليوني دولار لتغطية الدواء الباهظ الثمن لـ 173 مريض تلاسيميا، بقيمة اجمالية للدواء للعام 2017 حوالى 1.6 مليون دولار، كما تقوم الوزارة بإعطاء مساهمة مالية سنوية منذ العام 2005 قيمتها 300 الف دولار لمركز الرعاية الدائمة الذي يقدم جميع الخدمات"، لافتاً الى أن "الفحوصات الطبية الالزامية قبل الزواج تكلف 200 دولار للشريكين بينما يكلف علاج طفل مصاب بالتلاسيميا بين 10 و30 الف دولار سنويا، بالاضافة إلى الاعباء الصحية الاخرى والمضاعفات التي يعاني منها مرضى التلاسيميا، والاعباء الاجتماعية والنفسية للمريض ولعائلته"، مشيرا الى أن "هذا المرض ليس مرتبطا بمنطقة او طائفة معينة في لبنان، فالمرضى يأتون من من كافة ارجاء الـ10452 كلم، لذا هو مشكلة وطنية بحاجة الى معالجة على مستوى الوطن".
وذكر حاصباني "ها نحن اليوم نطلق حملة وطنية للتوعية على اهمية الفحوصات الطبية قبل الزواج والتشديد على آلية سير الشهادة الطبية"، منوهاً الى أنه "إضافة إلى حملة التوعية على صفحات التواصل الاجتماعي تم توجيه رسائل إلى جميع المراجع الدينية والروحية في لبنان لطلب المساعدة في تذكير المواطنين بضرورة إجراء الفحوصات الطبية الالزامية قبل الزواج، وإلى سفارتي قبرص وتركيا لإدراج الفحوصات الطبية الالزامية كشرط لجميع المقبلين على زواج مدني لديهما، كما إلى وزارة الداخلية لطلب التعميم لابراز نسخة عن الشهادة الطبية قبل الزواج عند تسجيل أي زواج ديني أو مدني، وإلى نقابتي الاطباء في بيروت والشمال للعمل على إقامة دورات تدريبية للأطباء عن كيفية إصدار الشهادة الطبية قبل الزواج وكيفية قراءة نتائج الفحوص المخبرية واعطاء المشورة الطبية. كما تم الاتفاق على تدريب الاطباء بالتعاون مع النقابة ومنظمة الصحة العالمية وسيتم إصدار شهادات مشاركة، وإلى نقابة أصحاب المختبرات للتعميم على جميع المختبرات أهمية الالتزام بالفحوصات الطبية الالزامية قبل الزواج وارسال العينات إلى مختبرات اخرى في حال كان هناك نتائج غير واضحة للحصول على تشخيص افضل خاصة بما يتعلق بالتلاسيميا".
وتابع بالقول أنه "تم الطلب من مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي درس إمكان زيادة نسبة تغطية الضمان لأدوية التلاسيميا لـ95 بالمئة بدل 80 بالمئة اسوة بأدوية امراض اخرى"، ذاكراً "اننا أصدرنا قرارا رسميا بتفعيل السجل الوطني للتلاسيميا بتاريخ 11 نيسان 2018 بهدف الحصول على معلومات وطنية من أجل وضع سياسات وطنية صحية مبنية على معطيات دقيقة للحد من الأمراض الوراثية ومعالجة أسبابها وتوفير العلاج اللازم وخاصة بما يتعلق بنقل الدم".
كما لفت الى أنه "تم توجيه كتاب الى وزارة العمل للتعميم على اصحاب العمل بعدم التمييز في اماكن العمل بسبب اسباب صحية وخاصة تجاه مرضى التلاسيميا والهيموفيليا"، مشيرا الى انه "أخيرا وليس آخرا، نطلق اليوم هذه الرسائل ونحن على ابواب الصيف وهو موسم الزواج في لبنان، بالتعاون مع مركز الرعاية الدائمة الذي سيقدم المشورة الطبية اللازمة مجانا للمقبلين على الزواج اذا وجدوا انهم حاملون للسمة الوراثية لمرض التلاسيميا".
وتابع بالقول "ونعلن عن عرض الزواج من وزارة الصحة، اول 6000 شاب وفتاة مقبلين على الزواج هذا الصيف يتوجهون الى احد المستشفيات الحكومية الـ20 المشاركة في الحملة لاجراء الفحوصات الطبية الالزامية سيحصلون على نسبة حسم على الفحوصات حوالى 70 بالمئة، اي سيدفع الشريكان 100 الف ليرة لبنانية بدل 300 الف ليرة لبنانية وستقوم الوزارة بدفع الفرق، اي 600 مليون ليرة لبنانية والجميع يعلم ان وزارة الصحة العامة لا تغطي الفحوصات المخبرية الخارجية. العرض صالح لمدة 4 اشهر، اي من 9 ايار ولغاية 9 ايلول 2018، ويستفيد منه جميع الذين ليس لديهم أي تغطية صحية من اي جهة من الجهات الضامنة الاخرى. فعرض الزواج هذا هو للتشجيع على إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج، التي رغم إلزاميتها إلا ان البعض يتغاضى عنها. فلنتحمل جميعا المسؤولية ولنتعاون في التصدي للتلاسيميا".