أظهرت نتائج الإنتخابات الأخيرة ، والتي خرج فيها الحزب بحُصّةٍ محدودة، "هُزال" التّوجهات السياسية للحزب وخياراته التكتيكية، سواء في استنكافه عن المشاركة في حكومة العهد، أو في تحالفاته الانتخابية، وخاصةً مع القوات اللبنانية التي خرجت ضافرة شامخة في هذه الإنتخابات بحصولها على خمسة عشر مقعدٍ نيابي.
أولاً: التوجهات السياسية
أولى التوجهات السياسية التي يجب إعادة النظر بها بشكلٍ جذري، هي محاولات رئيس الكتائب سامي الجميّل الدائبة للظهور بصورة "طهرانية"، في حين أنّ دهاليز السياسة اللبنانية وفنونها وألاعيبها وأحابيلها لا تتطلّب مثالية ولا طهرانية ولا أخلاق سامية، فهذه سمات يمكن أن يتحلّى بها كاهنُ كنيسة أو إمامُ مسجد. وعلى من ينوي الخوض في "متاهات" السياسات اللبنانية أن يسمح لقدميه بالتّخبُط في جنباتها ، كي لا يبقى مُعلّقاً في الهواء مُتمسّكاً بمثاليات وطوباويات لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
إقرأ أيضًا: فوز الثنائية الشيعية .. حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل، حيّ على الإصلاح
ثانياً: الخيارات التكتيكية
أولى هذه الخيارات التي يجب إعادة النظر بها هي استعداد الحزب للمشاركة الفاعلة في الحكومة أولاً، وفي اللجان النيابية ثانياً، مع ضرورة الشروع في قيام تحالف نيابي وثيق مع القوات اللبنانية، والتي أثبت زعيمها الدكتور سمير جعجع قدرته (بعد خروجه من السّن) على إعادة إحياء حزب مُنظّم ومتماسك وفاعل وقادر على صوغ توجهات سياسية تحافظ على صدقية مبادئ الحزب مع الموائمة لضرورات المشاركة مع كافة المكونات اللبنانية في مهمة قيام المؤسسات الرسمية بدورها الوطني والانفتاح على القوى السياسية التي تشارك القوات هموم السيادة والاستقلال ومكافحة الفساد.
بات التحالف مع القوات خياراً مُتاحاً وضرورياً وواجباً وطنياً، على رئيس الكتائب أن يسعى وراءه لعقده وتوثيقه، ذلك أنّ مسيرة الإصلاح والقضاء على الفساد، وقيام دولة الاستقلال والسيادة تتطلّب أقصى درجات التحالف مع سائر القوى المستعدة لقطع دابر المفسدين، وحماية البلد من الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، بما يحفظ سلامة النظام، وديمومة الكيان.