أعرب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة عن "استنكاره الشديد للمظاهر والممارسات الفوضوية الفاضحة والمخلة بالأمن التي اجتاحت واستباحت عدداً من شوارع وأحياء كل العاصمة بيروت خلال اليومين الماضيين، من قبل مجموعات ميليشياوية احترفت الشغب والغوغاء والفوضى وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، والتي تسيّرها وترعاها عقلية أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها غير مسؤولة".
وفي تصريح له، رأى أنه "كان من المفترض، وبعد إنجاز العملية الانتخابية، أن تتوجه جميع الجهود لكي ينصرف اللبنانيون الى النظر بعناية وتبصر إلى كيفية معالجة المصاعب التي يواجهها لبنان من مختلف النواحي الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والادارية لكي ينطلق لبنان إلى الامام للتعويض عن ما فاته من فرص، ولمعالجة ما لحقه من أضرار جسيمة، ولاسيما في ظل الظروف الانتخابية المشحونة والمتوترة التي استطالت منذ موعد الانتخابات المفترضة في العام 2013 قبل خمس سنوات. وأيضاً لمواجهة الظروف المعقّدة والمقلقة إقليمياً ودولياً وتداعياتها على الساحة الداخلية. وذلك بدلاً من الالتهاء والانشغال في مواجهة المشكلات المفتعلة التي يتقصد منها مفتعلوها إلى زيادة حدّة التوتر والفرقة في البلاد وتثير الغرائز وتزيد من حدّة النعرات والعصبيات، والتي هي في المحصلة لا تخدم الاستقرار ولا السلم الأهلي".
واعتبر أنه "من المؤسف، لا بل والمعيب، تكرار تلك الاستباحة لشوارع العاصمة والتي تزامنت مع الذكرى العاشرة للاجتياح العسكري لبيروت من قبل ميليشيات حركة أمل وحزب الله، مما قد يوحي ان هناك من يريد التذكير بما جرى آنذاك ويريد إعادة إنعاش وإحياء الفتنة النائمة، لعن الله من أيقظها".
وأشار إلى أنه "إذ أدين الممارسات التي شهدتها مدينة بيروت وبعض المناطق اللبنانية من قبل مجموعات شاذة تحركها غرائز مريضة ومتوترة، فإني أطالب السلطات القضائية والاجهزة الامنية بالمعالجة الجذرية لتلك التجاوزات وبقمع محاولات الاخلال بالأمن والنظام وتوتير الأجواء، ومعاقبة من ارتكبها أو يرتكبها، وذلك حسب ما تنص عليه القوانين المرعية الاجراء".
كما دعا جميع القوى المعنية الى "التفكير ملياً في الانعكاسات التي سوف تترتب على ما جرى واحتمالاته وتداعياته الخطيرة، وعلى وجه الخصوص انها كادت ان تنتقل إلى مناطق لبنانية أخرى، وبالتالي إلى التبصر والتنبه أيضاً إلى أن لبنان يمر في هذه الآونة في ظروف شديدة الدقة يجب التحسب لها والعمل على تحصين الساحة الداخلية بعيداً عن الاستمرار في التخبط في الأزمات، وذلك بالدعوة إلى التضامن والألفة والتعاون من أجل الانصراف نحو استنهاض جميع الطاقات والإمكانات الوطنية، وتغليب لغة العقل والحكمة على ما عداها".