كان عائداً من خدمته في قاعدة حامات الجوية، حين حال الموت من دون وصوله الى وجهته، بعد ان فقد السيطرة على سيارته واصطدم بحائط... هو الملازم حسين بركات الذي قضى في الأمس على طريق عمشيت قبل أن يحتفل بعيده الرابع والعشرين.

الوداع الأخير

"أيام قليلة كانت تفصل ابن العميد يوسف بركات عن يوم مولده في 23 من هذا الشهر"، وفق ما قاله زميله، مضيفاً "التحقنا صباح الجمعة الماضي بالقاعدة، امضينا حتى صباح الاثنين حيث كان يفترض ان يغادر باكرا الا انه تأخر لاسباب لها علاقة بالعمل، قبل ان يصلنا خبر تعرضه لحادث في طريق عودته عند الساعة العاشرة صباحاً، لتنتهي رحلته في الحياة وهي في بدايتها". واشار الى انه "ليل الخميس الماضي ودّع حبيبته، طلب منها ان تعانقه قائلاً لها ربما لن اراك مجدداً، وذلك بحسب ما اطلعتني، مع العلم انها في حالة يرثى لها، فقد اصيبت بانهيار عصبي ادى الى دخولها المستشفى بعد ان علمت باستشهاد من رسمت واياه مستقبلهما سوية وحلما بشراكة أبدية".

"رتبة شهيد"

في العام 2015 تخرج ابن يحمر - الشقيف من المدرسة الحربية، خدم كمراقب جوي في قاعدة حامات، حيث كان من المفترض كما قال زميله "ان يرقّى إلى ملازم أول في الأول من شهر آب، ليرقى في الأمس الى رتبة شهيد". وشرح: "بحسب ما علمناه، فقد السيطرة على سيارته حيث كان معه زميله الملازم مصطفى برجي، انزلقت المركبة وانقلبت عدة مرات لتصطدم بعدها بالحائط، توفي حسين على الفور بعد ان طق عنقه في حين اصيب زميله برضوض، نقلا الى مستشفى السيدة ومنها الى المستشفى العسكري واليوم عند الساعة الثانية من بعد الظهر سيوارى الثرى فارساً مقداماً مغواراً".

خسارة

كل من كُتب له أن يتعرف إلى حسين يعلم كم كان انساناً متواضعاً، حيث لفت زميله الى انه "كان خلوقاً الى ابعد الحدود، متواضعاً مع الجميع، احبه العسكر الذين يخدمون معه لمعاملته المحببة، فقد كان يسهر معهم بعدما اتخذهم كأصدقاء، يرفض أن يتسبب بزعل احد، فهو معروف بطيبة قلبه، لا أبالغ ان قلت ان كل الكلمات تعجز عن وصفه"، وهذا ما اكدت عليه والدة صديقه زينب حميه التي عبّرت عن تأثرها الشديد لفقدان من كانت تعتبره كأحد ابنائها، قائلة "كان يزرع الفرح من حوله، فقد كانت الحياة تشرق من عينيه، خسارته كبيرة للوطن وعائلته ولكل من عرفه".

رثاء

وكانت زينب رثت حسين في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بالقول: "اطل عليي صباحي مؤلما يا حبيبي بخبر موتك، صديقا لابني عرفتك واصبحت ابنا لي دخلت قلبي قبل بيتي يا صاحب الملامح الجميلة والروح الهادئة والخلق البديع ..صدى وقع اقدامك في قلبي وضحكتك وصوتك ما زال يصدح في ارجاء البيت ومكان جلوسك على كنبتي ما زال يفوح منه عطر رجولتك... اهكذا ترحل سريعا وتنسى وعدك يا حبيبي ..الم تعدني ان تاتي لزيارتي كلما سنح لك الوقت وتقضي وقتا اطول بيننا، من سيفي بوعدك لي ...والموت اسرع اليك وهزمنا برحيلك وكسر فينا كثيرا من الامال والاحلام، وهل يستطيع غير الموت هزيمتنا، سأنتظر ان تنفذ وعدك لي كل يوم يا حبيبي سانتظر كل ثانية من حياتي الباقية ان تطرق بابي سانتظرك يا حبيبي مع كل اطلالة شمس وغروب حتى لقياك، نم بسلام يا حبيبي فامثالك لا يستحقون الا السكن في العلياء".