وأوضحت الوكالة أنّ النتائج تظهر أنّ "تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، كان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، إذ فقد ثلث مقاعده، في وقت فاز التحالف الذي يقوده "حزب الله"، المدعوم إيرانياً، بـ72 مقعداً.
وفي هذا السياق، حذّرت الوكالة من تداعيات هذا الفوز الجيوسياسية، في ظل قلق الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والسعودية من نفوذ إيران المتنامي في الشرق الأوسط، مرجحةً انخراط "حزب الله" في المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، على خلفية تحصن طهران في سوريا إذا ما اندلعت، ومذكرةً بتصريح وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت القائل "حزب الله = لبنان"، و"دولة إسرائيل لن تفرّق بين دولة لبنان ذات السيادة وبين "حزب الله" وستعتبر لبنان مسؤولاً عن أيّ عمل داخل أراضيه".
ونقلت الوكالة عن سامي نادر، مدير معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية، قوله" "أصبح "حزب الله" متأكداً من أنّه يسيطر على مؤسسات الدولة، سواء في الحكومة أو البرلمان، إذا ما اندلعت حرب مع إسرائيل"، مضيفاً: "لا يمكن تمرير أي قانون من دون تدقيقه به"، وكاشفاً أنّ الرئيس السوري بشار الأسد "سيمارس نفوذه في لبنان عبر "حزب الله".
إلى ذلك، تطرّقت الوكالة إلى وضع الاقتصاد اللبناني، مشيرةً إلى أنّ الانتخابات جرت في وقت حساس بالنسبة إلى لبنان، ثالث أكثر البلدان مديونية في العالم، إذ بدأ في تطبيق إصلاحلات للسيطرة على ديونه المتضخمة، التي باتت تمثل نسبة 150% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبيّنت الوكالة أنّه في الوقت الذي يعاني الاقتصاد اللبناني بسبب النزاعات الطائفية وتدفق مليون ونصف نازح سوري إلى لبنان، سيتعيّن على الحكومة المقبلة تطبيق إصلاحات بنيوية ومالية لضمان حصولها على مبلغ الـ11 مليار دولار الذي تعهّد المانحون بتقديمه للبنان في مؤتمرات التي عقدت في نيسان الفائت.
ختاماً، وضعت الوكالة المخاوف الأمنية المتعلقة بالحرب الدائرة في سوريا وشكوى بعض الأحزاب من عدم تمثيليهم بشكل صحيح في البرلمان في إطار الأسباب الكامنة وراء تمديد النواب لأنفسهم مرّتين، مشيرةً إلى أنّ ولاية المجلس النيابي تنتهي في 20 أيار وإلى أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيجري مشاوات مع الكتل النيابية الجديدة لتسمية رئيس جديد للحكومة.