ورأت الصحيفة أنّ حصيلة الإنتخابات الأولى منذ تسع سنوات في لبنان، والنتيجة التي حققها "حزب الله" في لبنان، هي في الواقع "جرس إنذار للولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية". وأضافت أنّ إيران تدعم "حزب الله"، وهو حزب سياسي وتنظيم عسكريّ، يملك أقوى قوة عسكريّة في لبنان.
وتابعت أنّ إيران عملت كثيرًا من أجل حلفائها في سوريا واليمن والعراق الذي شهد انتخابات برلمانية أيضًا.
وعلى الرغم من أنّ عدد المقاعد التي يسيطر عليها "حزب الله" في البرلمان اللبناني لم تتغيّر عدديًا أي 13 مقعدًا، إلا أنّ اللافت هو الإنتصارات التي حققها حلفاؤه السياسيون الذين يدعمون امتلاكه للسلاح، الأمر الذي يزيد حظوظ الحزب في لعب دور رئيسي في الحكومة المقبلة، وتضاؤل آفاق التشريع التي يمكن أن تغيّر من وضعيّته، بحسب الصحيفة.
وبرأي الصحيفة، فإنّ الضربة الأكبر من الإنتخابات كانت لـ"تيار المستقبل" الذي يرأسه الرئيس سعد الحريري، فقد تراجعت كتلته من 33 مقعدًا الى 21 فقط.
ونوّهت الصحيفة الى أنّه من الواضح أنّ تيار الحريري خسرَ على الأرض، مقابل المنافسين السنّة، لكن يبدو أنّه يستعدّ للحفاظ على منصبه برئاسة الحكومة. حيث أنّ عملية تأليفها قد تمتدّ لأسابيع أو أشهر. ولفتت الصحيفة الى أنّ السياسة في لبنان انقسمت بين مخيّمين الأول تابع لإيران والثاني بتوجيه سعودي وأميركي.
واعتبرت الصحيفة أنّ القوة التي أظهرها "حزب الله" وحلفاؤه يمكن أن تُعرّض المكانة الإقليميّة والدوليّة للبنان للخطر، فيما يعتمد المسؤولون على الدعم الدولي للنهوض بالإقتصاد، ودعم الجيش، والتعامل مع وجود مليون نازح سوري.
من جانبه، قال إيميل حكيّم، وهو محلّل في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجيّة "يبدو أنّ الحريري خسر على الأرض، لأنّ مؤيديه لديهم خيبة أمل من أدائه، وبسبب التنازلات التي قدّمها من أجل الحفاظ على موقعه كرئيس للحكومة". وأضاف حكيّم: "إنّ لبنان معرّض للإضطرابات التي تتمحور حول إيران في المنطقة، لذلك يتوجّب على "حزب الله" والآخرين التصرّف بحذر، إذا كانوا يريدون تجنّب نتائج تلك الإضطرابات".
من جانبه، قال المحلّل السياسي قاسم قصير، المقرّب من "حزب الله" إنّ "هذه الإنتخابات أظهرت إنتصارًا للمحور الإيراني"، مضيفًا إنّ "الحزب لا يريد أن يسيطر على لبنان، الذي يواجه تحديات كثيرة، كما أنّ الحزب يحتاج إلى دعم دولي وخارجي".
وأشارت الصحيفة الى أنّ إسرائيل من جهة والسعودية من جهة أخرى حذّرتا في السنوات الماضية، من تنامي النفوذ الإيراني في العالم العربي، ويبدو أنّهم رأوا دليلاً إضافيًا في نتائج الإنتخابات الحاليّة.
وذكّرت "نيويورك تايمز" بما قاله وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت عن أنَّ "مكاسب "حزب الله" في الانتخابات النيابية تظهر أنَّه لا فرق بين الدولة والحزب المدعوم من إيران"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل يجب ألا تفرِّق بينهما في أيّ حرب مستقبلية".