تحت عنوان سر نجاح حزب الله الانتخابي، عرضت مجلة ذا أتلانتك الأميركية أسباب فوز حزب الله بـ13 مقعداً في البرلمان، مسلّطة الضوء على الفوز الذي حققه في دائرة بعلبك-الهرمل، ومحذّرة من أنّه بات يسيطر إلى جانب حلفائه على الأغلبية النيابية- وهو واقع سيستخدمونه كدليل على الدعم الشعبي لتدخل الحزب في سوريا، وموقفه تجاه إسرائيل وتحالفه الإقليمي الأوسع مع إيران
 

في تقريرها، استطلعت المجلة رأي غالب ياغي، رئيس بلدية بعلبك السابق الذي خسر في مواجهة "حزب الله"، مشيرةً إلى أنّه يعارض شعاره "نحمي ونبني"، ويرى أنّ "حزب الله" أصبح "فشلاً سياسياً" استنزفته الحروب في الشرق الأوسط بشدة حتى بات عاجزاً عن وضع استراتيجية لتحسين حياة المواطنين.

وفيما لفتت المجلة إلى أنّه "بالنسبة إلى المرشحين، قد يبدو العمل على جذب الأصوات عبر "تكرار أسطوانة" عجز الحزب الحاكم عن تحسين الوضع الاقتصادي المتردي، مسألة بسيطة"، استدركت بأن خسارة ياغي تُظهر أنّها غير ممكنة؛ علماً أنّ بعلبك تُعدّ من بين أكثر المدن اللبنانية فقراً، حيث يعيش 40% تقريباً من سكانها تحت خط الفقر، ناهيك عن أنّ أكثر من نصفهم عاطل عن العمل. 

ونقلت المجلة عن ياغي قوله: "أصبحت معدلات البطالة مرتفعة جداً في بعلبك، ولا يستطيع الشباب إيجاد فرص عمل، لذا يكون البديل الانخراط في صفوف "حزب الله" مقابل تقاضي 400 دولار في السنة والذهاب للقتال في مكان ما.. ومن ثم العودة في توابيت.. شهداء"، على حدّ تعبيره.

في المقابل، أوضحت المجلة أنّ "حزب الله" يتمتع بشعبية بين أبناء الطائفة الشيعية، مبينةً أنّ رسالته بأنّه حمى البلاد ضد التهديدات الآتية من إسرائيل والتهديدات الجهادية تلقى صدى لدى عدد كبير من الناخبين الذين منحوه أصواتهم، والذين يرون أمينه العام السيد حسن نصرالله بريئاً من الفساد على عكس الطبقة السياسية الحاكمة.

كما أكّدت المجلة أنّ موارد "حزب الله" السياسية التي تضم شركات للبناء ومؤسسة لدعم أبناء شهدائه أضخم من تلك الخاصة بالأحزاب الاخرى، مستدركةً بأنّ ضعف الدولة اللبنانية يزوّده بـ"ورقة رابحة" تتيح له أن يصوّر نفسه على أنّه القوة القادرة على حماية مؤيديه من الأعداء في الداخل والخارج.

من ناحيته، اعتبر ياغي- الذي كشف أنّ ضابط استخبارات سورياً طلب منه الامتناع عن الترشح لرئاسة البلدية في العام 2004 لأنّ الرئيس السوري بشار الأسد يريد أن يمنحها لـ"حزب الله" ليظهر للأميركيين أنّه ليس منظمة إرهابية- أنّ "حزب الله" يستخدم الورقة الطائفية، قائلاً: "لسنا ضد "حزب الله" كمقاومة، طالما أنّه يقاوم بالطريقة الصحيحة، خلافنا معه يتمحمور حول التنمية: نريد تنمية مدينتنا، في حين أنّه يريد الانتظار ريثما ينتهي من تحرير كل شيء ومن ثم الالتفات إلى التنمية".

في هذا الإطار، لفتت المجلة إلى أنّ مسؤولي "حزب الله" ركّزوا في خطاباتهم هذه المرة على التنمية ومكافحة الفساد بدلاً من التركيز على الصراع مع إسرائيل أو في سوريا، مؤكدةً أنّ دوره الأمني يطغى على هذه المسائل.

وعليه، خلصت المجلة إلى أنّ "حزب الله" حقق فوزاً في بعلبك بعدما نجح في إقناع الأغلبية الساحقة من الناخبين الشيعة في المدينة بأنّ التصويت لمرشحيه يوازي إعرابهم عن دعمهم لدوره في حمايتهم من التهديدات الإسرائيلية.