تضمّن المهرجان عروضاً أولى لخمسة أعمال فنية تطرح إشكالية حرية التعبير وتتطرّق الى مواضيع كالحرب، الدين والجنسانية، متجذّرةً في العلاقة بين العنف، الموت، الخوف والتسامح.
ويخلق «ريدزون» فضاءات للتعبير الفني بشتّى أشكاله: المسرح، الموسيقى، الرقص، الفنون البصرية، الإنتاجات متعددة الوسائط. وبهذا الإطار تقول دانا مهاجر، منسقة الإعلام والاتصال في المورد الثقافي في حديث خاص بـ»الجمهورية» إنّ «ما يميّز المهرجان هو الشراكة الفنية بين مؤسستين - عربية ونرويجية- لدعم أعمال تقارب موضوعات تتعلق بحرية التعبير وتقديمها في مدينة عربية على الأقل وفي أوسلو العاصمة النرويجية، بالإضافة إلى أنه يقدّم عروضاً ذات مستوى فني عال مجّاناً بهدف إتاحتها للجميع». وعن هذه الدورة تحديداً أفادت مهاجر أنّ «المهرجان أطلق منحاً استثنائية باسمه عام 2017 لدعم إنتاج أعمال تعرض لأول مرة في مهرجان ريدزون في بيروت عام 2018». وفضلاً عن كونه يضمّ مجالات فنية متنوّعة كما أسلفنا، فإنّ «ريدزون» يجمع فنانين من دول عربية مختلفة (المغرب، مصر، لبنان، سوريا، فلسطين) ليقدّموا أعمالهم في مكان واحد، ممّا يؤمّن لهم فضاءً ثقافياً خاصاً للتعبير ويساهم في تعزيز الذائقة الفنية للجمهور المتلقّي.
العروض المقدَّمة
وحتى الآن تمّ تقديم العرض الراقص «هنّ» الذي يحاكي مواضيع محورية كالجسد والمرأة والاعتداءات، التي تتعرض لها باسم الدين والمجتمع والعادات والتقاليد. فيعتبر هذا العرض أشبه بتوغّل سوسيولوجي يسعى إلى مقاربة ظاهرة التطرف الديني ومحاولة إيجاد تفسير لها بالرجوع إلى الأحلام، الفن، الميثولوجيا، الدين، الرموز والفلسفة. كما أُعِدّ حفل إطلاق الألبوم الموسيقي الأول لفرقة «جيمي والقديس» الذي يتناول قضايا اجتماعية من خلال الحثّ على حرية التعبير والتحرر والتفلّت من جميع القيود المفروضة على المجتمع. فقد تمّ المزج بين موسيقى الروك والإنتاج الموسيقي الإلكتروني، وفي العرض الحيّ هذا مَزج بين الأداء الموسيقي والبرمجة المرئية يقدّم «تجربة سمعية بصرية متجانسة ومتكاملة». من دون أن نُغفل التجهيز التفاعلي «دخلت مرة في جنينة» الذي يستمر طيلة أيام المهرجان، وهو تجهيز فني «يُسائل التجارب الجنسية الأولى واكتشاف الحياة الحميمية خلال أوقات الحرب والسلم في منطقة الشرق الأوسط. يرتكز العمل على قصص وذكريات راشدين قد عاشوا مراهقتهم في كلّ من فلسطين ولبنان والعراق وسوريا». بالإضافة إلى التجهيز الفني «إقتصاد القوة يدفع الثمن» ويقوم على «اختيار الدبابات كنموذج يمثّل المنظومة الكاملة للتصنيع، وما يترتّب عليها من سياسات إقتصادية وصراعات سياسية على حساب الكثير من الإعتبارات الإنسانية. كما يمثّل التوجّه السيادي والسياسي والمآرب الإقتصادية والنخبة التي تتاجر بالإنسان العادي وبمصائر الشعوب، بهدف إيجاد سوق لهذه الدبابات».
«الإعتراف» في عرضه الأول
سيكون جمهور ريدزون اليوم وغداً على موعد مع العرض الأول للعمل المسرحي «الاعتراف»، كتابة وائل قدور، إخراج عبدالله الكفري (سوريا) وأداء أسامة حلال، جمال سلوم، حمزة حمادة، سهى نادر وشادي مقرش. و»يحكي قصة الضابط جلال الذي يتخلّى النظام الحاكم عن خدماته خلال سنوات استقرار الحكم، ثم يطلب منه العودة للخدمة بعد اندلاع حراك شعبي في البلاد». ليعالج تَبعات ذلك لدى جلال من تعطّش للسلطة، وتداعياته على «يوم واحد من حياة جلال الذي يقف أمام ماضيه وخياراته الجديدة».
وفي هذا الإطار تقول مهاجر لـ»الجمهورية»: «لاقى هذا العمل استحساناً كبيراً في عرضه الخاص الذي قدّم مساء السبت، ونتوقع أن يلاقي أيضاً نفس الاهتمام والتفاعل في عرضه الرسمي الأول».