مع ارتفاع درجات الحرارة التي يشهدها لبنان أثناء الصيف، تظهر مشكلة ترك الأطفال بمفردهم داخل السيارة التي تتحوّل الى فرن بسبب الحرارة المرتفعة، ما يضع حياة الأطفال في خطر شديد.
تتحوّل إلى فرن
من أقسى صور الإهمال أن يترك الأب والأم أطفالهما الصغار في السيارة، سواءٌ كانت في وضع تشغيل أم لا، ويخرجان منها لقضاء أمر ما، أو شراء غرض معيّن، غير مدركين خطورة ذلك وإمكانية تعرّض الأطفال للإختناق، حيث إنّ سرعة ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال تعادل ثلاثة أضعاف سرعة ارتفاعها لدى البالغين. فترك سيارة مغلقة في الشمس الحارقة صيفاً قد يحوّلها بسرعة كبيرة إلى فرن، حيث قد تصل الحرارة داخلها إلى 50 درجة خلال دقائق قليلة. فعند إيقاف السيارة تحت أشعة الشمس المباشرة لمدة عشر دقائق ترتفع درجة الحرارة داخل السيارة بمعدل عشر درجات مئوية وتستمرّ في الارتفاع مع مرور الوقت.
مخاطرة كبيرة
إنّ وجود الأطفال داخل السيارة بمفردهم، هو مخاطرة في حدّ ذاتها. فكيف إذا كانت السيارة ساخنة ومقفلة. وتُبيّن الإحصاءات أنّ هناك الكثير من حالات الوفاة المعلن عنها، لأطفال قضوا داخل السيارات بعد تركهم داخلها تحت أشعة الشمس الحارقة. فترك الطفل داخل سيارة ساخنة مقفلة وهو لا شك غير قادر على الخروج أو فتح النوافذ أو الأبواب أو الحصول على مساعدة قد تكون خطراً مميتاً. فدرجة الحرارة المرتفعة داخل السيارة تضع الأطفال في خطر كبير يؤدي إلى فشل في وظائف القلب والكلى وإحداث تلف بالدماغ وإصابتهم بصدمة حرارية قد تؤدي إلى جفاف الجسم وتتطوّر الى الوفاة.
من جهة ثانية، يعمد بعض الأهل الى ترك السيارات في حالة التشغيل للتمكّن من تشغيل المكيّف أثناء ترك الطفل في السيارة، ظناً منهم أنّ هذا الأمر قد يبعد الخطر عن الطفل. لكنّ هناك مشكلةً أخرى يمكن أن تحدث وهي احتمال تعرّض السيارة للسرقة، أو محاولة الأطفال العبث بالمقود أو بمقبض علبة السرعات والمكابح اليدوية، ما قد يؤدي الى تحرك السيارة واصطدامها بما يعترضها، أو تأذّيهم جراء العبث بالنوافذ الكهربائية الأوتوماتيكية. وكل ذلك يشكل أيضاً خطراً كبيراً على الأطفال.
تجنّب المخاطر
لتفادي كل تلك المخاطر، ينصح بعدم ترك الأطفال بمفردهم داخل السيارة مهما كانت الأسباب، واصطحابهم معكم أثناء نزولكم من السيارة، ولو لدقائق معدودة، لأنّ ذلك يؤمّن السلامة والأمان لهم ولكم. وإذا كان لا بدّ من تركهم في السيارة، ينبغي أن يكون برفقتهم شخص بالغ والنوافذ مفتوحة، وإذا أمكن إبقاء جهاز التكييف في حالة تشغيل. فالوقاية والتصرّفات الصحيحة والمسؤولة من الأهل تمنع حصول هكذا كوارث وتُجنّب الجميع مخاطر جمّة.