الدبلوماسيون الإيرانيون يحاولون استغلال المعضلة التي تواجه الغرب، لتقويض استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر التصعيد
 

 قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران أعدت خططا لمواجهة أي قرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء الاتفاق النووي مع طهران، فيما كشف محامي ترامب وعمدة نيويورك السابق رودولف جولياني، علنا عن رغبة سيّد البيت الأبيض في تغيير النظام بإيران لا تقويض الاتفاق النووي فحسب.

ويقسم الغرب استراتيجية التعامل مع إيران إلى ثلاث مراحل، هي تعديل الاتفاق النووي، ومحاولة الوصول إلى صيغة للاتفاق مع إيران على تحديد مدى صواريخها الباليستية بحيث لا تتحول إلى تهديد للدول الأوروبية، والوصول إلى اتفاق حول دور إيران الإقليمي وسلوكها تجاه جيرانها العرب.

 غادر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأحد، باتجاه الولايات المتحدة، في زيارة تستغرق يومين يناقش خلالها مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الملف الإيراني، أملا في تعديل بوصلة الرئيس دونالد ترامب بشأن المحافظة على الاتفاق النووي مقابل إصلاح العيوب وإدراج المخاوف الأميركية بشأن أنشطة طهران الباليستية ضمن اتفاق جديد بعد سنة 2025.

لكن مصادر في واشنطن قالت إن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين ليست لديهم أي خطط حول كيفية محاصرة نفوذ إيران. ويدرك الدبلوماسيون الإيرانيون ذلك، ويحاولون استغلال هذه المعضلة التي تواجه الغرب، لتقويض استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر التصعيد.

وأكد روحاني أن بلاده لن تتفاوض بشأن قدراتها الصاروخية، محذّرا واشنطن من أنها ستندم إذا انسحبت من الاتفاق النووي، مضيفا “الولايات المتحدة تتخذ قرارات خاطئة في ما يتعلق بإيران منذ 40 عاما”.

وأضاف في كلمة جماهيرية بمدينة سبزوار(شمال)، أن بلاده ستستمر في “إنتاج وتخزين الأسلحة والصواريخ وفق احتياجاتها”، داعيا إلى أهمية الحوار في حل القضايا الدولية.

وفي الأثناء يسعى القادة الأوروبيون إلى الحفاظ على الاتفاق من خلال محاولة إقناع إيران بالتفاوض بشأن ملفي الصواريخ والدور الإقليمي، لكن روحاني رفض مجددا بشكل قاطع ذلك. وقال “لن نتفاوض مع أحد في هذا الشأن وسنصنّع ما شئنا من صواريخ وأسلحة ومعدات نحتاج إليها ونخزّنها ولا يخص أحدا قط ما يقوم به الشعب الإيراني للدفاع عن نفسه”.

ويسعى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى طمأنة الإدارة الأميركية بشأن مخاوفها من برنامج طهران الباليستي ونشاطها المزعزع لاستقرار المنطقة، من خلال التأكيد على ضرورة تطويق النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط عن طريق صياغة اتفاق تكميلي للاتفاق النووي يأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأميركية.

وقال جونسون في بيان الأحد، إن الغربيين “موحدون في جهودهم لمواجهة هذا النوع من السلوك الإيراني الذي يجعل منطقة الشرق الأوسط أقل أمانا”، مشيرا إلى أنه يتعين الإبقاء على الاتفاق مع تطويره بغرض أن يؤخذ في الاعتبار القلق المشروع.

حسن روحاني: سنستمر في إنتاج وتخزين الأسلحة ولن تتفاوض بشأن قدراتنا الصاروخية
وفي حين أحاط ترامب نفسه بصقور لا يخفون رغبتهم في تغيير النظام في إيران، يحاول القادة الإيرانيون إبراز وحدتهم من خلال حملات التصعيد الكلامية التي تراهن على استبسال القادة الغربيين في إنقاذ الاتفاق وكبح جموع الرئيس الأميركي.

وكشف محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني السبت، علنا عن رغبة سيّد البيت الأبيض في “تغيير النظام” بإيران، فيما يستعد ترامب للتخلي عن الاتفاق النووي معها.

ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن جولياني، المعروف بمواقفه اليمينية، قوله في مؤتمر جمعية المهاجرين الإيرانيين التي تدعو لتعزيز الديمقراطية في إيران “إن ترامب مهتم بنفس القدر بتغيير النظام في إيران، مثله مثل كل أولئك المجتمعين في هذا المؤتمر”.

وأكد رئيس بلدية نيويورك السابق، أن تغيير السلطة في الجمهورية الإسلامية هو “السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط”، مؤكدا أن “هذا أكثر أهمية من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وكان ترامب قد صرح يناير الماضي، تعليقا على الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الرئيسية في إيران، أن الولايات المتحدة ستدعم شعب الجمهورية الإسلامية “عندما يحين الوقت”.