83 سيدة لبنانية يخضن غداً الأحد الانتخابات النيابية إلى جانب مئات من المرشحين الذكور (مجموع المرشحين والمرشحات 587)، لكن أصواتهن خلال الحملات الانتخابية لم تكن مسموعة عكس أصوات الذكور الذين ملأوا الشاشات والساحات بصراخهم.
معظم المرشحات نزل على لوائح مختلطة مع الذكور، وهناك لائحة وحيدة غير مكتملة تضم نساء فقط وتخوض الانتخابات في أكثر المناطق فقراً ولا تزال تحكمها التقاليد المحافظة، وهي عكار الشمالية.
وتشهد الانتخابات ترشح 21 امرأة من الطائفة السنية في مدن رئيسة كبيروت وطرابلس وصيدا وصولاً إلى البقاع، و25 امرأة من الطائفة المارونية في بيروت وجبل لبنان والشمال وزحلة وراشيا بقاعاً وجزين جنوباً، و5 نساء من الطائفة الدرزية، وهي من أكثر الطوائف محافظة في جبل لبنان. واللافت ترشح نساء من طوائف تصنّف في خانة الأقليات. فهناك مرشحة علوية في طرابلس ومرشحة إنجيلية ومرشحتان من أقليات أخرى.
وترشحت 9 نساء شيعيات على لوائح غير محسوبة على لوائح «حزب الله» وحركة «أمل»، والاستثناء الوحيد في الأخيرة هو الوزيرة عناية عز الدين، علماً أن «حزب الله» يرفض ترشيح نساء للانتخابات.
ولا يقلل وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان من أهمية ترشح النساء، وإمكان فوز بعضهن. ويقول: «ما ساهم في رفع عدد المرشحات، القانون الانتخابي الذي يتيح احتمالات أكبر للفوز، فليس ضرورياً أن تحصل المرشحة على عدد كبير من الأصوات لتفوز، الأمر يعتمد على الحاصل الانتخابي للائحة، وهناك حملة التوعية التي ساهمت فيها الجمعيات الأهلية ومنظمات دولية، والوزارة ساهمت في شكل كبير في تفعيل دور المرأة».
لا تبدو مشاركة النساء ترشحاً وليدة واجب السلطة تزيين اللوائح الانتخابية بنساء، تلميعاً لصورة لبنان الموقّع على اتفاقات منع التمييز في حق المرأة. فالأكثرية من هؤلاء النساء ينتقلن إلى حقل الشأن العام من حقول متخصصة كالمحاماة والعمل الاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والحزبي. والأهم أنهن بالغالبية لسن زوجات نواب ولا شقيقات مسؤولين سياسيين أو بناتهم كما جرت العادة لإيصال نائب أنثى إلى البرلمان.
غولاي خالد الأسعد أصغر مرشحة في لبنان عن المقعد السني في عكار، عمرها 25 سنة، ومن أصول تركمانية وهي من بلدة الكواشرة. هي واحدة من خمس مرشحات شكلن لائحة «نساء عكار» ينافسن 5 لوائح أخرى تقتصر على الذكور. غولاي، وهو اسم تركي معناه وردة، عضو في «حزب 10452» وتحمل شهادة بكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم الديبلوماسية من جامعة أنقرة. وتعتبر أن «النساء جديرات وقادرات على تحمّل مسؤولية الشأن العام».
وترى فيوليت غزال أن ترشحها عن مقعد الروم الأرثوذكس في المتن يكمل عملها الصحافي. وتقول: «انضمامي إلى لائحة «الكتائب» المعارضة يتوافق مع تطلعاتي». وتعرب عن اعتقادها بأن «لدينا فرصاً للخرق والفوز».
ولزويا جريديني تجربة مختلفة أوصلتها إلى الترشح عن مقعد الروم الأرثوذكس في الشوف – عاليه، على لائحة للمجتمع المدني. تقول: «خلال ترؤسي جمعية كفى، كنا نواجه صعوبات في تعديل القوانين المجحفة في حق النساء وسن قوانين منصفة. فهناك عقلية ذكورية مسيطرة على المجلس النيابي إلى درجة بتنا نشعر بأننا نشحذ حقنا منه».
وتتحدث عن ضغوط تتعرض لها اللائحة من الأحزاب التي وضعت في برامجها الانتخابية مطالب فولكلورية.
والمحامية رلى الطبش الجارودي هي المرشحة الوحيدة على لائحة «المستقبل لبيروت»، فيما لوائح منافسة تضم أكثر من مرشحة. وهي مارست المحاماة «لأكثر من 20 سنة في قضايا الأعمال والسوق العقارية وتمارس العمل التشريعي من خلال لجان فرعية في لجنة الإدارة والعدل النيابية». تعتبر أن دخولها الشأن العام هو «للدفاع عن حقوق الإنسان»، وستعمل لـ»منح المرأة اللبنانية حق إعطاء الجنسية لأولادها، وتعديل القوانين المجحفة في حق النساء وتشجيع الشركات الناشئة والاهتمام بالتعليم».
( ناجية الحصري)