حتى قبل ان تُفتح صناديق الاقتراع في لبنان، فإن برلمان 2018 – 2022 «خسر» أسماء «خمس نجوم» وأخرى أقلّ «وزناً» سياسياً، بعضها اختار «بملء إرادته» التقاعد من الحياة البرلمانية، من دون «الاستقالة» من الدور الوطني، تمهيداً لأدوار «أكبر»، وبعضها الآخر فرضتْ ضرورات المعارك الانتخابية و«تحالفاتها الجديدة» و«حسابات القلم والورقة» استبدالها بمرشحين آخرين.
ويشكّل عدد الذين احتجبوا عن انتخابات 2018 ثلث أعضاء البرلمان المؤلف من 128 نائباً، وأبرزهم: رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط، رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ونائب رئيس البرلمان فريد مكاري، وهؤلاء لعبوا أدواراً بارزة في الندوة البرلمانية وطبعوا من خلالها المشهد السياسي بمراحله «الحُلوة والمُرة» على امتداد نحو 27 عاماً.
وفيما اختار جنبلاط ان «يرتاح» من البرلمان الذي كان دخله للمرّة الأولى تعييناً العام 1991، من دون ان «يستريح» من الشأن السياسي، هو الذي سيواكب «انتقال» مقعده النيابي الى نجله تيمور الذي يَمْضي والده في «توريطه» و«على جرعات» بأدوار قيادية تهيّئه لوراثة زعامة تتكئ على إرث كبير لعائلته «التاريخية»، فإن النائب سليمان فرنجية الذي سـ «يرث» نجلُه طوني مقعَده يضع نصب عينيه كرسي الرئاسة الأولى، بينما بدا ان عزوف مكاري لـ «اعتزالٍ مبكّر» لن «يسلّم» به زعيم «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الذي يرتبط به نائب رئيس البرلمان بعلاقةٍ «من الطفولة» نظراً الى صداقة مكاري بوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
أما الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، الذي قرّر ان «ينسحب» لحساباتِ معركة صيدا الانتخابية، فلم يسْحب يده من «تيار المستقبل» الذي واكَبَه منذ أيام الحريري الأب الذي كان «رفيق دربه» في الحكومات التي شكّلها بين 1992 و2004 كوزير للمال، قبل ان يتولى رئاسة الحكومة مرتين بعد اغتيال الحريري الأب (في 2005 و 2008) وما تخلّلها من «جرائم اغتيال متسلسلة» وإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأزمات سياسية ليس أقلّها محاصرة السرايا الحكومية (باعتصام مفتوح) لنحو 18 شهراً من «حزب الله» وحلفائه وصولاً الى أحداث 7 ايار 2008، وهي المراحل التي تميّز خلالها السنيورة بصلابة في الموقف من «حزب الله» وسلاحه، وصولاً الى عدم «تسليمه» بالتسوية التي سار بها الحريري الابن وأفضتْ الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 اكتوبر 2016.
والنواب الآخرون الذين لن يعودوا الى البرلماه هم: نبيل دو فريج، عمار حوري، خالد زهرمان، محمد قباني، عقاب صقر، معين المرعبي، أحمد فتفت، نضال طعمة، جمال الجراح، عاطف مجدلاني، جان أوغاسبيان (من كتلة «المستقبل»). ونعمة الله أبي نصر، سليم سلهب، عصام صوايا، فريد الخازن، عباس هاشم، نقولا غصن، وإدغار معلوف ( من تكتل التغيير والإصلاح). وفؤاد السعد، علاء الدين ترو وغازي العريضي (من اللقاء الديموقراطي). وأنطوان زهرا، جوزف المعلوف، ايلي كيروز، وشانت جنجنيان (من القوات اللبنانية). ومحمد فنيش، نوار الساحلي، حسين الموسوي، بلال فرحات وكامل الرفاعي (من حزب الله). وعبد اللطيف الزين، عبد المجيد صالح (من كتلة الرئيس نبيه بري). ومروان فارس والنائب عاصم قانصوه (من «الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«البعث»)، اضافة الى كل من رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، روبير غانم، محمد الصفدي، أحمد كرامي ونايلة تويني.
ويُذكر ان عبداللطيف الزين (مواليد 1932) هو «عميد النواب» الذي يشغل المقعد الشيعي عن دائرة النبطية منذ العام 1962 وهو عضو في كتلة بري منذ 1992.