6 أيّار، يوم الديموقراطية والمحاسبة، يوم القانون الجديد المُتوقّع أن يصحّح التمثيل، يوم الانتخابات النيابية الاولى منذ تسع سنوات. هذا اليوم المنتظر بشغف، الشاغل الجميع، الطاغي على جميع الأحاديث يشبه الولد الثاني الذي يولد في العائلة ويأخذ كل الاهتمام والحب من أفراد عائلته ولا يتقاسمها مع الولد الأكبر.
6 أيّار، يوم الشهادة والحرّيّة والنضال والقلق الحقيقيين على الوطن، وُضع داخل الكتب وأُغلق عليه ليسع فقط 6 أيّار الانتخابي السياسي. أرواح الصحافيين الشهداء، لا سيّما أرواح شهداء 6 أيّار المقتولين شنقًا، تبكي أسفًا وقلقًا على الصحافيين اللبنانيين الحاليين الذين لم ولن يتلقّوا الاهتمام والدعم والشكر المطلوبين في عيد الشهداء، عيدهم. بالفعل، هؤلاء الصحافيون الذين اختاروا ممارسة رسالة لا مهنة وخوض معركة يومية للدفاع عن الحق والديموقراطية بوجه الفساد وسياسة قمع الحرّيّات ونظرًا لأحكام رسالتهم، سينشغلون في هذا اليوم بتغطية النشاط الانتخابي في مختلف المناطق اللبنانية . لكن الأهم والأبرز هو عدم قدرتهم على المشاركة في عمليّة التعبير والتغيير المنتظرة. فالدولة اللبنانية لم تخصص لمنتسبي مهنة المتاعب مكانًا إلى جانب الموظفين الرسميين للاقتراع قبل 6 أيّار علمًا أنّ العديد منهم سيواكبون العملية الانتخابية في دائرة مختلفة عن التي تضمّ أسماءهم على لوائح الشطب. أمّا الصحافيون الموجودون في الدائرة التي تضمّ أسماءهم من الممكن أن لا يتمكّنوا من مغادرة أرض الحدث للاقتراع. كما أنّ هناك العديد منهم لم يشاركوا مرّة واحدة في العملية الديموقراطية التي هي من حقّهم وذلك فقط لأنّهم صحافيون. ليس واضحًا ما إذا كان يُلقي اللّوم كلّه على الدولة اللبنانية، أو إذا كان يتوزّع على الدولة والشعب اللبناني الذي يضمّ هؤلاء الصحافيين المدافعين عن حقوقه والساعين إلى توصيل صوته للسياسيين.
إذًا، صانعو الآراء والمؤثرون على أفكار الشعب لن يتمكّنوا في 6 أيّار من التأثير على مستقبل لبنان وتوصيل صوتهم ليصبحوا بذلك شهداء 6 أيار 2018 بغياب صوتهم واندفاعهم وحقّهم.
(سيلينا بريدي)