أفادت صحيفة "السياسة" الكويتيّة أنّ النزاع بين المغرب و"حزب الله" ليس وليد اللحظة وخلفيته يختلط فيها العقدي بالاقتصادي والسياسي بالتجاري.
وأوضحت أن الحزب، الذي بنى موالون له إمبراطوريات تجارية ومالية كبيرة في غرب أفريقيا، يتوجس من توسع الاقتصاد المغربي، الذي تجسد في وجود فروع للمصارف والمصانع وشركات الاتصال والطيران المغربية في جميع دول المنطقة، ما أدى لمنافسة التجار الشيعة الذين يدعمون الحزب وكبد استثماراته وتجارته العلنية والسرية خسائر باهظة.
وأضافت إن المغرب كثف جهوده في القارة لمواجهة إيران، وأسس العاهل المغربي الملك محمد السادس للدفاع عن الإسلام السني المالكي المعتدل مؤسسة محمد السادس لعلماء أفريقيا.
وأشارت إلى أن شرارة الأزمة الحالية بين المغرب و"حزب الله" بدأت مع تسليم المغرب رجل الأعمال اللبناني المقرب من قيادة "حزب الله"، قاسم تاج الدين إلى الولايات المتحدة بعد اعتقاله في مطار الدار البيضاء في آذار العام 2017، وهو في طريقه نحو بيروت آتياً من غينيا كوناكري بناء على مذكرة توقيف دولية صادرة عن "الإنتربول".
وأضافت إن تاج الدين واجه لائحة اتهام طويلة وخطيرة عندما تم استنطاقه من طرف القضاء الأميركي وهو مدرج منذ أيار العام 2009، في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية، بتهمة تمويل "حزب الله".
وكشفت أن عناصر وقيادات عسكرية من "حزب الله" وجماعات إيران بدأت حينها تتوافد على الجزائر لتقيم بشكل دوري، مشيرة إلى أنه منذ سنة ونصف بدأت في مخيمات تندوف جنوب الجزائر تدريب المقاتلين الصحراويين، بعد أن نقلت هذه المجموعة شحنات أسلحة وذخيرة وأدوية من جنوب لبنان إلى مخيمات تندوف.
وأكدت أن تطور التعاون بين جبهة "البوليساريو" و"حزب الله" ليشمل حفر أنفاق وخنادق بين المنطقة العازلة والحدود المغربية، والتخطيط لشن هجمات ورفض طهران وقف هذه الأنشطة أدى لقطع العلاقات نهائياً بين البلدين، خصوصاً أن التقارير الاستخباراتية أظهرت تزامن تكثيف التعاون بين الطرفين مع أزمة الكركارات (الحدود المغربية – الموريتانية).