في دائرة جبل لبنان ٢ " المتن الشمالي " ، تتنافس ٥ لوائح إنتخابية في الإنتخابات المُقَرِّر عقدها في ٦ أيار ٢٠١٨.
لائحة " المتن القوي " المدعومة من التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق والحزب السوري القومي الإجتماعي ، ولائحة " المتن قلب لبنان " المدعومة من القوات اللبنانية ، ولائحة " نبض المتن " المدعومة من حزب الكتائب اللبنانية ، ولائحة " الوفاء المتنية " المدعومة من النائب ميشال المر ، ولائحة " كلنا وطني " المدعومة من المجتمع المدني.
في هذا الدائرة هناك ٨ مقاعد نيابية مُخصّصة لها ، ٤ موارنة و ٢ روم أرثوذكس و ١ أرمن أرثوذكس و ١ روم كاثوليك .
لكن المعركة هناك أخذت طابعا إقصائيا من قبل التيار الوطني الحر ضد النائب ميشال المر ، حتى بات عنوان المعركة هناك مقتصر على الصراع بين الحليفين السابقين .
إقرأ أيضا : معركة بين مختلف القوى المسيحية في المتن والمر وحيدا
إستطاع المر ، وبالتحالف مع الكتائب في إنتخابات ٢٠٠٩ الحصول على حوالي ٤٩،٠٠٠ صوت ، وفاز بمقعد نيابي ، حتى أنه سبق النائب سامي الجميل ومرشح التيار عن مقعد روم الأرثوذكس غسان مخيبر الذي فاز هو الآخر بمقعد نيابي .
أما في هذه الإنتخابات ، فالمر يخوضها وحيدا ، بعد أن تخلَّى عنه الكتائب والتيار والطاشناق ، ما اعتبرها محاولة لإقصائه من المشهد السياسي وإتهم نجله الوزير السابق إلياس المر خصوم والده بقلة الوفاء والغدر .
ويخوض التيار الوطني الحر عبر الوزير جبران باسيل معركة إقصاء حقيقية ضد المر ، دخل على خطها رئيس الجمهورية ميشال عون عندما بدأ يحاول إستمالة أصوات الأرثوذكس بطرحه في مجلس الوزراء مشروع إنشاء " الجامعة الأرثوذكسية "في بيروت .
إقرأ أيضا : فرنجيّة: عون طرف وليس رئيــساً للجمهورية في الإنتخابات
ولم تقتصر محاولات التيار على ذلك ، بل نظّم حملة ترهيب وفصل بحق أنصار المر في إدارات الدولة بالمتن ، ما جعل إلياس المر يتدخل شخصيا في المعركة لما يُمثّله منصبه في الإنتربول من ثقل .
ومعركة المتن غير محصورة داخل الدائرة ، بل دخل على خطها الرئيس نبيه بري عبر تنظيم مقابلة لإلياس المر على قناة NBN ، وإدلائه بتصريحات غير مباشرة داعمة للمر ، كذلك النائب سليمان فرنجية الذي أدان محاولة إقصاء أبو إلياس.
ويُركّز المر في معركته على مصطلحات " الوفاء " و " الغدر " و " الطعن بالظهر " لشدّ العصب الإنتخابي لدى مناصريه وتأمين أكثر من حاصل .
لكن هل سينجح التيار في محاولاته ؟
الأرقام الحالية تشير إلى إمكانية المر في تأمين حاصل إنتخابي والفوز بمقعد ، كذلك الأمر بالنسبة للقوات ، أما الكتائب فمن المرجح أن تحصل على مقعدين ، مقابل ٤ مقاعد للتيار .
لكن التيار يحاول الحصول على ٥ مقاعد ، عبر إقصاء المر على الأقل .
بالمحصلة ، سيخسر التيار مقعدين من أصل ٦ مقاعد كانت بحوزته في الإنتخابات السابقة .
وإذا ما صدقت التوقعات والأرقام ، فإن التيار عاجز عن إقصاء المر وكسب مقعده ، ما يُؤشّر إلى محاولات سيقوم بها التيار بعد الإنتخابات لحصار أبو إلياس.