أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، في كلمة له خلال مهرجان خطابي تضامني لمناسببة الذكرى الخامسة لخطف مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم، بعنوان "لن ننسى لن نسكت"، أنه "في مناسبة عزيزة ومقلقة كالتي نجتمع من أجلها هنا، يحار المرء من أين يبدأ، لكن كما عهدتموني سأكون صريحا ومباشرا، ولكن بما تسمح به الوقائع، وحفاظا على كل إيجابية يمكن أن تحقق ما نصبو إليه جميعا، وما عملت عليه شخصيا منذ خمس سنوات بالتمام والكمال، لكشف مصير مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم"، لافتاً الى أن "ما أود أن يعرفه الجميع، أن الاهتمام بقضية المطرانين، وفقنا الله لإعادتهما سالمين معافيين، لم يتراجع يوما قيد أنملة، ولم تبرد حرارتها في عقولنا وضميرنا للحظة، بل على العكس من ذلك تماما، لأن اختطافهما له دلالات تمس بمعنى العيش في هذه المنطقة من العالم بين المسلمين والمسيحيين، وتهدد ثانيا تاريخ الحضارة لألفي سنة مضت، وتعزز ثالثا وجهة نظر الإرهاب التي تدعو إلى صدام الحضارات ولا تفضي إلا إلى الكراهية والعنف".
ورأى ابراهيم أن "مسألة خطف المطرانين اليازجي وإبراهيم، تختلف كليا عن غيرها من قضايا الخطف، التي طبعت السنوات السابقة عمل المجموعات الإرهابية المتأسلمة زورا وبهتانا"، موضحاً أنه "لم تتبن أية جهة خطفهما، ولم يعلن أي جانب مسؤوليته عن الأمر، ولم يتقدم أحد بطلب تفاوض لتحريرهما مقابل فدية"، مشدداً على "أننا أبدينا مرونة استثنائية، وفي أكثر من مناسبة، لحض الخاطفين ومن يقف وراءهم على إعلان مسؤوليتهم وبالتالي الانخراط معهم في مفاوضات".
وتابع بالقول أن "ما يجب أن يكون معروفا، هو أن هذه القضية تختلف كليا عن ملفات الخطف الأخرى، إن في ملف مخطوفي أعزاز أم راهبات دير سيدة معلولا، أم حتى عسكريينا، فالمعطيات والمعلومات عن ملابسات خطف المطرانين، التي تبث أو تنشر هنا وهناك غير صحيحة بالمقارنة مع المعلومات التي تصلنا، ومن أجلها تنقلت في أكثر من دولة باحثا عن وسيط أو مفاوض جدي"، لافتاً الى "انني لم أدع مناسبة تمر إلا وذكرت بقضيتهما لتبقى حاضرة محليا، إقليميا ودوليا، بوصفها قضية إنسانية أخلاقية بامتياز، وتعكس بعضا من قلق المسيحيين وغيرهم جراء ما خبرناه في لبنان والمنطقة من حرائق أتت على دول ومجتمعات بأكملها".
كما لفت الى "انني لا أذيع سرا إن قلت بوضوح شديد، إن قضية خطف المطرانين هي من القضايا الأغرب التي واجهتني خلال أداء واجبي على مدى السنوات الطويلة، لجهة غياب الفاعل وعدم إعلان هدفه، أو ما يريد من وراء عمليته القذرة، وهناك علامات استفهام كثيرة حول هذا الأمر، تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، مما يجعلني أدعو المسيحيين للرد على هذا العمل الجبان بالتمسك أكثر فأكثر بوجودهم الحضاري والروحي والثقافي في هذا الشرق، لإسقاط كل ما تنطوي عليه عملية خطف المطرانين من أهداف مقيتة وكراهية غير مسبوقة"، مشددا على "فأنتم أبناء هذه الأرض وصناع الحضارة والثقافة العربية، بينما الإرهابيون هم الطارئون الذين ستلفظهم ثقافة الحياة وإرادة العيش الواحد في مجتمع تعددي ومتنوع".
وختم ابراهيم بالقول "أؤكد التزامي العمل الحثيث والصادق، واستعدادي للتواصل والتفاعل مع سائر الأطراف المؤثرة والفاعلة بهدف تحرير رسولي المحبة والسلام والتآخي المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المصور الصحافي سمير كساب".