يظن زائر عين الحلوة في صيدا أنه رمى همه الانتخابي خارج المخيم، وبات بمنأى عن تسونامي صور المرشحين واللافتات الانتخابية التي تعصف بلبنان مُدناً وقرى، لكن ما إن يتابع مسيره قُدماً حتى يقع بصره على صورة للنائب السابق أسامة سعد هنا، وأخرى لمرشح الجماعة الإسلامية بسام حمود هناك.
بمبادرات فردية علّق بعض الفلسطينيين المجنسين صورا انتخابية، بحركة خجولة تؤكد بأن انتخابات نيابية مرّت من هنا. ويُرجِع مصدر فلسطيني من مخيم عين الحلوة الحركة الانتخابية الهادئة في المخيم للموقف الفلسطيني غير الموحد في تأييد لائحة معينة، إذ إن "الخيار متروك للناخب نفسه أو لبعض المفاتيح الانتخابية التي يمون عليهم".
نال عدد من الفلسطينيين الذين جاؤوا إلى لبنان خلال النكبة الفلسطينية العام 1948، الجنسية اللبنانية وفق قانون التجنيس الصادر العام 1994، وسُجلت نفوسهم في مدينة صيدا، في عهد رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري ووزير الداخلية السابق بشارة مرهج. حصلوا على الجنسية ضمن حملة تجنيس لمكتومي القيد وأبناء القرى السبع، إضافة إلى البدو والعرب الذين ينتشرون الآن في قرى قضاء الزهراني ومنطقة القاسمية وجدرا.
ومنذ تجنيسهم، يُعتبر الفلسطينيون المجنسون قوة ناخبة تتقاسمها القوى المتنافسة في المدينة، لا إحصاءات رسمية عن أعدادهم. لكن يؤكد المصدر الفلسطيني لـ"ليبانون ديبايت" أن أعدادهم تتراوح اليوم بين 4000 و4500 ناخب. يسكن العدد الأكبر منهم في مخيم عين الحلوة بمنطقة عرب البوير ومبنى الأونروا ويتفرق عدد منهم في مدينة صيدا.
لا يشكل هؤلاء كتلة ناخبة موحدة بل كانت ولا تزال توزع أصواتها على ثلاث قوى رئيسية: النائب السابق أسامة سعد "لاعتبارات لها علاقة بالانتماء الوطني، والتزام ونضال التنظيم الشعبي الناصري بالقضية الفلسطينية". وتيار المستقبل "وفاءاً للرئيس الشهيد الذي قام بتجنيسهم، وتعبيراً عن الامتنان للمستقبل الذي يقدم الخدمات لهم". والجماعة الإسلامية: "لأسباب عقائدية"، إذ يصوت الملتزمون دينيا للجماعة.
يؤكد المصدر نفسه أن لا إحصاء دقيق لحصة كل فئة من هؤلاء الثلاث، ويشبّه توزيع الحصص بين الفئات الثلاث بالبورصة التي تتأثر بعوامل عدة تأتي الخدمات، وتواصل المرشحين مع الناخبين في مقدمتها.
لم يزر أي مرشح صيداوي الفلسطينيين المجنسين في المخيم، لكن التواصل معهم تم بطريقة غير مباشرة عبر الماكينات الانتخابية لكل مرشح. "من أبرز القوى التي تواصلت مع المخيم هو تيار المستقبل، وأسامة سعد، والجماعة الإسلامية، ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري". ويصف المصدر مبدأ هذا التواصل بـ"االلهم نفسي"، إذ إن كل مرشح يسوق لنفسه بحثاً عن الصوت التفضيلي وليس لصالح اللائحة ككل كما كان يحصل في المواسم الانتخابية السابقة.