ما زالت الأسواق الخارجية تعيش في ظل الحرب التجارية العالمية التي يهدد بشنّها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، كما انّ الذهب فشل مرة اخرى في الافادة من هذه الاجواء المتشنجة. امّا محلياً ومرة جديدة يؤكد لبنان قدرته على الافادة من التحويلات المالية الخارجية لتجاوز الأوضاع المتدهورة في الداخل.
 

إرتفعت قيمة التحويلات المالية من الخارج الى لبنان خلال العام 2017 الى 8 مليارات دولار اميركي مقارنة مع 7.3 مليارات في العام السابق، اي بزيادة سنوية ونسبتها 9.6 في المئة.

وعليه، وبحسب البنك الدولي، وهو مرجع هذه الارقام، يحتلّ لبنان المرتبة الاولى في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا على مستوى نسبة التحويلات الى الناتج القومي العام، والتي بلغت في 2017 نحو 15.1 في المئة وهي نسبة متقدمة عالمياً.

وتعتبر دعامة قوية للتوازن المالي والاقتصادي والنقدي خصوصاً.

وهي التي توفّر السيولة الكبيرة بالعملات الصعبة. كما انها تلعب دوراً مهماً في لبنان بسد العجز في ميزان المدفوعات، والناتج عن العجز العملاق في الميزان التجاري، وهو اكثر من 17 مليار دولار سنوياً.

تأتي هذه الزيادة رغم كل التوقعات والتحذيرات من تراجع حجم التحويلات السنوية بسبب الوضع الاقتصادي العالمي. وبحسب البنك العالمي، فالسبب الرئيسي لارتفاع التحويلات يعود الى تحسن النمو الاقتصادي ونسبة التوظيف في اوروبا مدعوماً ايضاً بارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الاميركي.

وعادة لا يخلو تقرير دولي عن لبنان من الاشارة الى الدور الكبير الذي تلعبه التحويلات الخارجية الى لبنان، وهي الناتجة بشكل رئيسي عن تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج. وتساهم التحويلات في دعم سياسات الاستقرار النقدي في السوق اللبنانية.

وكانت السيولة المصرفية بلغت نهاية شهر آذار 2018 نحو 22 مليار دولار مودعة لدى مصرف لبنان والبنوك الاجنبية الكبرى، اي ما نسبته 68,2% من ودائع الزبائن، وهي نسبة مرتفعة عموماً والأعلى في المنطقة.

السوق اللبنانية

حافظ مصرف لبنان امس على اسعار صرف الدولار مستقرة بين 1501 و 1514 ليرة لبنانية. لكن التدوالات الفعلية تجاوزت هذا الهامش قليلاً اي فوق 1514 ليرة بقليل.

ويعتبر المتداولون الكبار في السوق اللبنانية انّ الليرة سوف تحافظ على استقرارها في المدى المنظور والمتوسط، وخصوصاً في ظل ادارة الحاكم الحالي لمصرف لبنان المركزي.

اما فائدة الانتربنك فتراوحت حول مستوى 4% مع استمرار إقبال المصارف على شراء ما يعرضه المركزي من منتجات مالية، مثل شهادات الايداع.
من جهة اخرى اعلنت بورصة بيروت الرسمية امس عن إقفالها يومي الجمعة والاثنين الموافقين في 4 و7 من شهر ايار الجاري، تماشياً مع الاقفال الرسمي للادارات العامة.

تفاوت اداء اسهم سوليدير لتبلغ بفئتيها أ و ب 8.38 دولارات. وزادت اسهم هولسيم لشركة الترابة اللبنانية بنسبة 0.21% الى 11.28 دولارا. وتراجعت اسهم بنك عودة (ش ا) 0.52% وزادت العادية 0.59%. وانخفضت اسهم بيبلوس 2008 و 2009 نحو 1.10% الى 99 دولارا. اما اسهم بلوم (ش أ) فزادت 0.78% في حين تراجعت العادية 0.81%. اما حجم التداول في البورصة فبلغ امس 151503 اسهم قيمتها 906016، لتقفل قيمة البورصة اللبنانية مرتفعة 0.21% الى 11,228 مليار دولار.

الأسواق الخارجية

إستهلّت الاسواق الاسيوية التداولات امس مع اتجاه عام انخفاضي مع استمرار التخوّف مما يسمّى بالحرب التجارية العالمية التي يهدد بها الرئيس الاميركي، فتراجعت بورصة طوكيو 0.16% وبورصة هونغ كونغ بنسبة 0.27% وبورصة الصين 0.03%.

وربطت الصين امس عملتها مع الدولار الاميركي على سعر 6.3670، في محاولة لتصحيح وضع صادراتها الى الولايات المتحدة في ضوء التهديدات الاميركية برفع الضريبة الجمركية او الحرب التجارية.

اما البورصات الاوروبية فسجلت ارتفاعات خجولة باستثناء البورصة الالمانية التي زادت 1.32% الى 7538 نقطة. وزادت بورصة باريس بنسبة 0.07% الى 5524.32 وبورصة لندن 0.24% الى 7538 نقطة.

وفي بورصة وول ستريت زاد مؤشر ستاندرد اند بورز 0.25% الى 2654.80 وناسداك 0.91% الى 7130.70 نقطة، بدعم من بيانات الوظائف الاميركية الجديدة. امّا مؤشر داو جونز فاستقر تقريباً على 24099.05 نقطة.

الذهب
بقيت مكاسب الذهب محدودة كعادتها رغم المخاوف من الحرب التجارية العالمية، فزاد سعر اونصة الذهب امس بنسبة 0.21% الى 1309.60 دولارات، وزادت الفضة 1.82% الى 16.42 دولارا.

النفط
لم يستفد النفط امس من التوقعات بمواصلة الاتجاه الصعودي لأسعاره، والتي تعوّل عليها بورصات الاسهم العالمية لتحقيق المزيد من المكاسب، فاستقر على مستوى 67.25 دولارا للبرميل للنفط الاميركي.