نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرًا للمعلّق العسكري عاموس هرئيل، تحدّث فيه عن التطوّرات الأخيرة الحاصلة بين إيران وإسرائيل، مشيرًا أنّ رياح الحرب عادَت، وبدعم من واشنطن.
 

ولفت الكاتب الى أنّ إسرائيل مصمّمة على إخراج إيران من سوريا ومنع تواجدها العسكري هناك، وإذا أخطأت بالحسابات، فقد يدخل (حزب الله) ومعه "حركة حماس" الى حلبة الصراع، كاشفًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  مستعدّ لمواجهة المخاطر.

وأشار الى أنّ إيران كانت توعّدت بالردّ القوي على على تل أبيب بعد القصف الإسرائيلي الذي طال قاعدة T4 في حمص، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر من الحرس الثوري الإيراني.  

وبحسب تقارير سوريّة، يقول الكاتب إنّ الغارة الإسرائيلية الأخيرة على أهداف بين حماة وحلب في شمال سوريا، تسبّبت بانفجارات عدّة، حتّى أنّها أحدثت زلزالاً خفيفًا. كما أنّ المعلومات تُشير الى مقتل عدد من الجنود بالجيش السوري وبعض المقاتلين التابعين لإيران. وأشار  الكاتب إلى أنّ الإستخبارات الإسرائيلية والأميركية تُراقب وتتعقّب حركة الأسلحة الإيرانية في سوريا.

ولفت الى أنّ المواجهة بين إيران وإسرئيل في المنطقة الشماليّة ستكون "مباشرة"، موضحًا أنّه خلال العام الماضي، أمران أصبحا واضحين في الشرق الأوسط، هما أنّ الرئيس السوري بشار الأسد فاز بالحرب الدائرة ببلاده، وأنّ الولايات المتحدة الأميركية تقلّص وجودها في المنطقة. وحتّى أنّ الضربة الثلاثية الأخيرة لمعاقبة النظام السوري لم يكن سوى خطوة رمزيّة.

وأضاف الكاتب أنّ أمرين آخذين بالتوسّع الآن، هما الجهد الإسرائيلي من أجل طرد إيران من سوريا، وتحضير واشنطن لقرارها النهائي بشأن الإتفاق النووي الإيراني، والمحدّد في 12 أيار الجاري.

وتابع أنّ التفكير بأنّ إيران تقيّد نفسها من الردّ على إسرائيل بسبب خشيتها من أنّ القيام بأي خطأ يُمكن أن يثير الغضب الأميركي. فبرأي الكاتب إنّ أي تصعيد بين إيران وإسرائيل يُمكن أن يدفع ترامب الى الإطاحة بالإتفاق النووي، كذلك يمكن أن يؤدّي ذلك الى استهداف مواقع نوويّة إيرانية، كما أنّ السلطات الإيرانية قلقة من عدد من التهديدات في الداخل من الإعتصامات الى الأزمات المالية.

وفي الواقع فإنّ الإدارة الأميركية تتصرّف بشكلٍ مختلف عمّا كانت عليه خلال إدارة الرئيس باراك أوباما، وفقًا للكاتب الذي تحدّث عن زيارة وزير الخارجية الأميركي المعيّن حديثًا مايك بومبيو إلى إسرائيل، والمحادثة التي أعقبت الزيارة بين نتنياهو وترامب، حيثُ ذكرت المصادر أنّهما تناولا الملف الإيراني. وما حصل ينذر بأنّ "رياح الحرب تهبّ في إسرائيل والرسالة واضحة من واشنطن".

وبحسب المعلومات، فإنّ نتنياهو يحضّر لأخذ مخاطر غير متوقعة، واللافت أنّ الجيش معه هذه المرة، فعلى عكس السنوات السابقة التي كان المسؤولون العسكريون الإسرائيليون يقدّمون حججًا خطيرة حول ضرب المنشآت النووية في إيران، فهم الآن يتصرّفون بطريقة مختلفة ويتخذون موقفًا عنيفًا تجاه الوجود الإيراني في سوريا. والسؤال المهم الذي يجب طرحه هنا هو ماذا سيحصل إذا ما فشلت التحركات الإسرائيلية، وفقًا لما قاله هرئيل.

ويعتقد الكاتب أنّ إيران لا تريد أن تُغضب الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وتعمل على حماية برنامجها النووي من أي ضغوط جديدة، كما أنّها تخشى من تعريض قواتها للخطر في سوريا، كذلك فإنّ أي معركة جديدة في سوريا لن تروق للروس الذي يريدون الإستقرار للنظام السوري.

 ولكن التحليلات الإسرائيلية قد ترمي بها في النيران السورية، وإذا قررت إيران أن تدفع (حزب الله) الى المعركة، فيمكن ذلك بعد إجراء الإنتخابات النيابيّة المزمع إجراؤها في السادس من أيار الجاري، خصوصًا وأنّ الحزب اكتسب خبرة عملية وقتالية كبيرة في سوريا.

ولفت الكاتب الى أنّ "حزب الله" يملك أكثر من 100 ألف صاروخ ضمن ترسانته، وبإمكانه إلحاق أضرار كبيرة بالقوات الإسرائيلية.