أولاً: جولات قُطبي الثنائية الشيعية
يجول قُطبا الثنائية الشيعية (برّي ونصرالله) المناطق الشيعية في جنوب لبنان وبقاعه، لاستنهاض الناخبين وحثّهم على إعادة ما يقرُب من خمسةٍ وعشرين نائباً إلى قُبّة البرلمان (بعد استبعاد اثنين من الطاعنين في السّن)، وهذا مُتوقّع بنسبة عالية، ذلك أنّ خرق لوائح الثنائية الشيعية دونه خرقُ القتاد وشقّ الأنفس، ولربما يحصل في مقاعد غير شيعية، وحتى لو حصل بعض المحظور وفاز نائبٌ شيعي هنا أو هناك، فإنّ الأمر سيّان والهيمنة شاملة وطاغية.
إقرأ أيضًا: باسيل ليس لُقمةً سائغة كالإقطاع البائد يا دولة الرئيس
ثانياً: شخصيات مُرشّحة باهتة وكاريزما الأستاذ والسيد
كلّف خاطرك، وابحث في تفاصيل الصورة الانتخابية، ودقّق في قسمات المرشحين، صُورٌ باهتة، وشخصيات اختبرها الجمهور الشيعي بعد أن ابتُلي بها، شخصيات لا حول ولا طول لها، لا إقدام عندها ولا حصافة وطنية، أو مقدرة تشريعية، أو موهبة أدبية أو إبداعية، حتى إذا ما عنّ لأحدهم أن ينشر له صورة انتخابية، تأتي صورة الأستاذ أو السيد لتعلوها وتُرخي بظلالها عليها، فتكسفها وتكشف عُريها.
إقرأ أيضًا: قملة الثنائية الشيعية وبرغوت الوزير باسيل
ثالثاً: تماسُك الثنائية وتفكُّك المعارضة
بالمقابل لم تتمكن "المعارضة الشيعية" أو "المعارضات" من تقديم شخصيات تتمتع بجاذبية شعبية، أو مصداقية وطنية، أو أدبيات أخلاقية تسمح لها بالتّعالي فوق خلافاتها الشخصية، ونعراتها الحزبية، وحساباتها الفئوية والمناطقية الضيّقة، فحضرت لمُلاقاة الثنائية المتماسكة بلوائح مُفكّكة، أصابها الوهنُ والعجز قبل الاستعداد ليوم المنازلة الكبرى في السادس من أيار المقبل.
مع قليلٍ من التفاؤل، تبقى إمكانيات التّغيير صعبة جداً، والصورة تبدو من اليوم قاتمة عند الحالمين بتغييرٍ فاعل، ومشرقة طبعاً عند من يُمسكون بتلابيب هذه الطائفة، وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.