تصل ظاهرة الإدمان على التكنولوجيا الحديثة الى حدّ المرض لدى عدد كبير من المستخدمين، بحيث يردّد كثيرون عبارة «أشعر بالضياع عند الإبتعاد من الهاتف، أو عند تركه في مكان ما». وهذا الأمر لا يُعتبر طبيعياً، لكنه يخفي وراءه وضعاً نفسيّاً يمكن أن يشكّل خطراً على المستخدم في المستقبل. وهذا التعلّق بالهواتف يجعل المستخدم يقضي أوقاتاً طويلة منعزلاً أمام شاشة الهاتف الذكي، ما يؤثر سلباً في علاقته بأفراد أسرته، ويؤدّي به في حالات كثيرة إلى القلق والإكتئاب.
علاماتُ الإدمان
كشفت العديد من الدراسات وجود أعراض سلبية نفسية وفيزيولوجية يعانيها مستخدمو الهواتف الذكية عند إبتعادهم من أجهزتهم، وهي تشبه إلى حدٍّ ما أعراض الإدمان. وخلصت الدراسات عقب سحب الهواتف من مستخدميها، الى زيادة كبيرة في مستويات القلق لدى المشاركين، حيث ارتفعت معدّلات ضربات القلب وضغط الدم لديهم، ولوحظ إنخفاض ملحوظ في أدائهم، وهي قياسات أثبتت التأثيرات السلبية النفسية والفيزيولوجية.
وأبرز علامات إدمان الهواتف الذكية تظهر من خلال أعراض واضحة منها الشعور بالقلق والإنزعاج الشديدَين عند نسيان الهاتف أو الإفتراق عنه أو الإضطرار إلى إغلاقه، والنظر إلى الهاتف بين الحين والآخر وتفقّده بشكل دائم حتى دون وجود حاجة لإجراء مكالمة أو إرسال رسالة أو تفقّد الإنترنت، والإنعزال عن الأهل والأصدقاء، وإصطحاب الهاتف الى كلّ مكان حتى أثناء الإستحمام. وإذا كنت من الذين يقومون بتلك الممارسات، هذا يعني أنه يمكن أن تكون من المدمنين على الهواتف الذكية وأنت بحاجة للقيام بخطوات لتجنّب مخاطر هذا الإدمان.
تصرّفات مساعِدة
أجمعت الدراسات والأبحاث حول العالم على تصرّفات عدة يمكن أن تساعد الأشخاص المدمنين على الهواتف الذكية حتى يتخلّصوا من إدمانهم هذا. ومن أبرز هذه الخطوات إيقاف الإخطارات والتنبيهات غير الضرورية على الهواتف الذكية من مختلف التطبيقات ومواقع التواصل الإجتماعي. كذلك يجب تحديد الوقت الذي تقضونه على هاتفكم وحاولوا أن تلتزموا بهذا الوقت.
ومن المهم أيضاً تخصيص وقت دون إستخدام الهاتف للاسترخاء أو للقيام بأيِّ نشاط رياضي أو مع العائلة والأصدقاء. بالإضافة الى ذلك حاولوا أن تمنعوا أنفسكم من استخدام هاتفكم في الشارع أو أثناء قيادة السيارة، وانتظروا حتى تجلسوا في مكان ما للرد على الرسائل، إلّا في حال كانت الرسالة ضرورية وتحتاجون لردّ فوري.