رأى الامين العام لحزب الله السيد نصرالله خلال مهرجان انتخابي لدائرتي بعلبك الهرمل وزحلة، "ان القضاء والهموم مشتركة في الدائرتين في الأمن والأنماء والسياسية وفي مستقبل ومصير البلد"، معلنا "انني أخاطبكم اليوم عبر شاشة لأنه بسبب محبتكم وغيرتكم وشهامتكم ووفائكم وإعلانكم على مدى الأسابيع الماضية عن هذا الوفاء لم تكن هناك أي حاجة أن اطل شخصيا "، كاشفا "انه كان هناك نهي من كباركم وعشائركم وعلماءكم عن أن أكون بينكم ولا حاجة لهذه المخاطرة."
وشكر السيد نصر الله "كل الذين عبروا عن تأييدهم وموقفهم الحازم أمام كل الشائعات والتحليلات وأمام الهجمة الاعلامية التي ركزت منذ اليوم الأول للاستحقاق الإنتخابي على منطقة البقاع خصوصاً بعلبك الهرمل، كما لكل الذين أرسلوا لي عرائض موقعة بالدم أو بالحبر وكل الذين أرسلوا لي سيوف أجدادهم وبنادق أهلهم"، لافتا "الى انني كنت وسأبقى اعتبر نفسي ابنا من ابنائهم وبارك للعمال في لبنان وكل العالم عيدهم ويومهم مؤكدا على وقوفنا معهم."
السيد نصرالله واذ شدد على "انه في الاسبوع الماضي كان من المفترض أن يكون لنا احتفالان، لكن الظروف المناخية أدت إلى تغيير الموعد"، اكد ان "هدف المهرجان المشترك لدائرتي زحلة وبعلبك الهرمل يرتبط بدعم لائحة زحلة الخيار والقرار ودعم لائحة الأمل والوفاء".
وشدد السيد نصرالله، على "ان اللائحة في زحلة مشكلة من شخصيات وقوى سياسية وازنة ولدينا مرشح واحد عن حزب الله وحركة أمل وهي ليست لائحة حزب الله كما يحاول البعض أن يصبغها بهذه الصبغة ليصوب عليها سياسيا وطائفيا، فهذه اللائحة هدفها هو أن يتمثل فيها المرشحون ليحملوا هموم وقضايا أهل زحلة وليس الهدف مصادرة قرار زحلة بل المشاركة في المسؤولية والخدمة وحلفاؤنا هم شخصيات وقوى مستقلة لهم خياراتهم قبل الفوز وبعد الفوز ونحن نلتقي معهم على الخدمة والتمثيل الصحيح والخيارات الوطنية الكبرى"، واعتبر ان لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل تعبر عن هوية المنطقة السياسية والمقاومة وموقف بعلبك الهرمل من القضايا الوطنية، والمعركة هي معركة الحفاظ على الهوية والقرار بالوقت الذي نسلم فيه بقدرة الفريق الآخر على الفوز بحال نجح في تأمين الحاصل الإنتخابي، لأن القانون النسبي الذي ناضلنا من أجل اقراره يعطي الفرصة للاخرين بأن يفوزوا خارج لائحتنا ، مشيرا الى "ان عدد المقاعد له علاقة بالتصويت، وفوز البعض خارج اللائحة هو أمر طبيعي ومن مقتضيات القانون النسبي، لأن هذا القانون يفسح الفرصة لوصول حلفائنا وكثير من الناس الذين كان يمنعهم القانون الأكثري من أن يتمثلوا".
السيد نصرالله، أضاف "ان أول ما يجب التأكيد عليه هو أن منطقة البقاع عموما كانت ولا تزال تحظى بتنوع طائفي ومذهبي يجب الحفاظ عليه والناس من كافة الطوائف والمذاهب تعاني الحرمان نفسه والخلل الأمني يصيب الجميع وعندما جاء التهديد التكفيري والارهابي كان يشكل خطراً على الجميع والتهديد الاسرائيلي هو تهديد للجميع بينما السلام ينعم به الجميع وكذلك الانماء ، مشيرا الى اننا ننظر إلى المنطقة وإلى أهلها جميعا بمعزل عن أن أي انتماء لهم كأهل وأخوة ومعنيين بمصير واحد وأمن واحد، ولا يجوز في أي مرحلة أن يلجأ أحد إلى تقسيم الناس وتحريضها من أجل الفوز بمقعد نيابي".
واعلن "ان أول حضور لنا في المجلس النيابي كان في العام 1992 ، والحضور كان على خلفية سياسية هي تمثيل المقاومة والدفاع عنها، وأنا كنت في كل الخطابات واضحا في هذا المجال، ومع ذلك لم نتخلى عن واجبنا في خدمة المنطقة وانمائها، مشيرا الى ان حجم الخدمات كان كبيراً منذ العام 1992، ومع ذلك ندعوا الذين يتحدثون عن الإنماء إلى المقارنة بين ما كانت عليه المنطقة قبل العام 1992 واليوم، مع الاشارة طبعا الى انها ليست كافية ولا مقنعة."
وشدد السيد نصرالله، "انه في بعلبك الهرمل هناك عدت لوائح، لكن أريد عن أتحدث عن اللائحة التي يدعمها تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية محلياً ، والسعودية خارجيا، هذه اللائحة هي الآن تقول أن المقاومة على رأسنا لكن نحن قادمون لخدمة أهل المنطقة، في حين انهم منذ العام 1992 رئاسة الحكومة كانت مع المستقبل ووزارة المالية والوزارت الأساسية والخدماتية كانت معهم إلا في بعض السنوات القليلة، خلال سنتين من رئاسة الزعيم الوطني سليم الحص، والفترة التي كان فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي"، سائلا: " ماذا قدم تيار المستقبل لأهل المنطقة في زحلة وبعلبك الهرمل غير الوعود والتحريض الطائفي والمذهبي؟ واكد ان "هذه المنطقة عانت الحرمان والأهمال منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، الدولة اللبنانية والحكومات المتعاقبة تعاطت مع كل مناطق الأطراف التي قيل أنها ضمن إلى دولة لبنان الكبير بحرمان واهمال، معتبرا "ان هذا يؤكد أن الخلفية ليست خلفية طائفية".
ولفت السيد نصر الله الى "اننا نحن من العام 1992 كنا نناضل من أجل تشكيل مجلس إنماء بعلبك الهرمل وكان الجواب مستحيل ونريد حل المجالس الأخرى لا تشكيل مجالس جديدة، معلنا ان تيار المستقبل مسؤول عن حرمانكم وإهمالكم، فهل تنتخبون من كان في خدمتكم قدر المستطاع وكان مشغولا في القتال والصراع أم تنتخبون من أدار لكم ظهركم"؟ مضيفا "ان الأمن الاجتماعي هم مشترك لكل أهل المنطقة والبعض حاول أن يحمل حزب الله وحركة أمل المسؤولية عن هذا الملف ولكن هذا ظلم، وأنا اعلنت عندما احتفلنا بالتحرير الثاني أن الامن الاجتماعي مسؤولية الدولة ولا يجوز أن نقبل من أحد ان يحمل حزب الله أو حركة أمل أو الحزب القومي أو أي حزب يشارك في هذه اللائحة المسؤولية، في حين اننا سعينا كل الفترة السابقة من أجل أن تطلع الأجهزة الأمنية إلى البقاع،" موضحا "ان من يريد أن يقول لنا أضبطوا الأمن فهو يتآمر على حزب الله ومن يحمل الحزب وحركة أمل مسؤولية الأمن الاجتماعي في هذه المنطقة يتأمر عليهما وعلى العشائر، والصحيح أن نقف جميعا من أجل مطالبة الحكومة بأن تأخذ قرارات حازمة لضبط الوضع الأمني في المنطقة"، ودعا "من لديه معلومة عن تغطية أي مخل بالأمن من قبل أي عضو من أعضاء لوائحنا الانتخابية فليخبرنا بذلك"، مشددا من جهة اخرى على "ان من يتحدث عن الوصاية السورية يعني أنه سلم بأن النظام السوري انتصر وبأن مشروع السعودية وأميركا سقط وبالتالي كل أهل البقاع مصلحتهم في هذا الخط السياسي والمحور السياسي".
واعتبر "انه على مدى 7 سنوات، كان البقاع كله مهددا ولبنان أيضا كان مهددا لأن سوريا كانت مهددة، فالجماعات المسلحة التي تمركزت في السلسلة الشرقية كان خطابها واضح وكانت تتحدث عن الزحف إلى بيروت، والقرى الحدودية البقاعية كانت أشد تعرضا للتهديد وفيها من كل الطوائف والمذاهب والدولة تخلت عن البقاعيين"، لافتا الى "ان على الرغم ان الجيش كان موجودا لكن لم يكن هناك قرارا سياسيا بحجة النأي بالنفس أو بسبب آخر هو أن بعض القوى السياسية في لبنان كانت على صلة بتلك الجماعات وتغطيها معنويا وسياسيا وتتحدث عنهم كثوار وأعني بالتحديد القوات اللبنانية وتيار المستقبل، فهذا هو ما تمثله اللائحة الثانية، وأنتم من أخذتم القرار يا أهل البقاع بالمقاومة والدفاع عن بلداتكم ووجودكم".
وسأل نصر الله: "يوم السادس من أيار لمن ستصوتون، لمن دافع عنكم أو لمن تآمر مع الجماعات المسلحة لاسقاط بلداتكم؟ واللائحة الثانية تعبر عن الجهات السياسية التي وقفت إلى جانب الجماعات الارهابية التي كانت تريد اجتياح كل البقاع"، واضاف "مع الأسف الزفت صار أغلى من الدم، ما فائدة كل النعم إذا كان المواطن مذبوحا أو مقتولا أو مذلولاً؟ فنحن أهل المناطق بالأطراف وصلنا في السابق إلى أن لا يكون لنا علاقة لنا بهذه الدولة، لكن هذه الطريقة بالتفكير يجب أن نتخلى عنها وأن نكون حاضرين في الدولة وأن يعتبر الجميعا أن هذه الدولة دولتهم ومؤسساتها مؤسساتهم"، مؤكدا "ان حزب الله جاء بمجاهديه من كل المناطق وهذه السلسلة الشرقية تشهد على شهداؤكم يا أهل البقاع وشهداء لبنان في الدفاع عن البقاع".
وشدد نصر الله على "ان أصواتكم هي مسؤولية أكيدة وحاسمة، وفي كل ما ذكرت نحن لا ندعي الكمال أو العصمة بل لدينا أخطاء وتقصير، ونحن نأخذ بكل احترام الملاحظات وأقول لكم بجد سنعالج النواقص وسنكون يدا واحدة لتقديم أفضل انماء حتى لو احتاج الأمر إلى مواجهة سياسية قاسية، اما اللائحة الثانية هي لائحة من يعلن أنه يريد نزع سلاحكم ويقول أنه غير شرعي وأنه ينتمي إلى المحور الآخر"، واشار الى "ان لبنان اليوم لا يزال في قلب المعركة ولا نزال بحاجة إلى المعادلة الذهبية ولتحصينها نحتاج إلى أصواتكم، فأهل البقاع هم أهل المقاومة وشركاء فيها ومن مدينة بعلبك تأسس حزب الله وشهداء المقاومة وأبناؤكم ملئوا كل الساحات، وأنتم معنيون بحماية المقاومة، وأقول لمن قدم الدم يجب أن تحمي هذا الدم بصوتك، الإنتصارات والإنجازات يجب أن تحموها بأصواتكم، والمقاومة بحاجة إلى حماية سياسية لأن هناك تأمر دولي عليها يزداد، وهناك تأمر إقليمي وولي العهد السعودي مستعد لدفع المليارات لتحريض أميركا واسرائيل لشن حرب في المنطقة". مؤكدا "ان الحماية تؤمنها أصواتكم، ونحن أمام مرحلة جديدة الحرب تكاد تنتهي مع الوكلاء في سوريا لكن لا نعرف ما إذا قد تقع مع الأصيلين، لأن أميركا واسرائيل والسعودية لن يسكتوا عن فشل مشروعهم في سوريا والعراق ولبنان".
السيد نصرالله، شدد على "ان كل من يريد أن يثير حسابات مناطقية يخدم اسرائيل من حيث يعلم أو لا يعلم ويخدم أعداء البقاع والجنوب وأعداء المقاومة من يحيث يعلم أو لا يعلم، ففي لائحة الوفاء والأمل لا معركة زعامة، لأن زعيم بعلبك الهرمل هو خط المقاومة والامام موسى الصدر والسيد عباس الموسوي، ومنذ اليوم الأول في هذه الانتخابات هناك حرب للنيل من عزيمتكم وأنتم لم تخذلوا مقاومتكم في يوم من الأيام، وفي السادس من أيار هم يحضرون ليقولوا أن حزب الله وحركة أمل هزما في عقر دارهم وأنتم عليكم أن تعطوا الفرصة لهؤلاء في أن يتمادوا في الكذب"، داعيا في الختام "كل أهلنا إلى الإلتزام بالتقسيم الذي قامت بها الماكينات لنضمن أفضل نتيجة ، فنتيجة بعلبك الهرمل وزحلة مرهون بأصواتكم والسادس من أيار هو يوم الاعلان عن بيعتكم لدماء الشهداء".