خرقت السلطة القضائية الإيرانية الحدود الفاصلة بينها وبين السلطة التنفيذية يوم الأحد الماضي بإعلان الحظر على تطبيق تلجرام بعد ما عجزت عن إقناع الحكومة بحجبه.
فكرة حجب تلجرام بدت منذ كانون الاول الماضي عندما عمت التظاهرات مدنًا إيرانية عدة وتم حجب تلجرام لمدة أسبوع كامل وكانت السلطة القضائية ومؤسسات عسكرية تلح حينداك على استمرار حجب تلجرام الا أن الرئيس حسن روحاني أمر وزير الاتصالات بفتحه مبررا ذلك بأن هذا التطبيق وفر فرصا كثيرة للعمل حيث ان هناك الملايين من المواطنين يستخدمونه للتواصل مع زبائنهم.
إقرأ أيضًا: إيران وكوريا الشمالية: من تقتدي بمن؟
وبالرغم من ان المحافظين ضغطوا كثيرًا على الحكومة لإقناعها بحجب تلجرام خاصة بعد اطلاق تطبيق سوروش الوطني الا ان الرئيس ألح على إبقاء تطبيق تلجرام وترك الحرية للمواطنين ليختاروا أي تطبيق يعجبهم.
يعود السبب لمعاداة تلجرام الى أن أكثر من 40 مليون إيراني يستخدمون هذا التطبيق لأنه يملك خيارات متنوعة يسهل التواصل بين مواطني العالم الافتراضي.
وهناك أيضا تطبيق واتس أب لم يتم حجبه وليس لديه مستخدمون كثر.
يتم حجب تطبيق تلجرام في إيران بعد أسبوعين من حجبه في روسيا ولم ينجح بفضل المضادات التي وفرتها شركة تلجرام وبطبيعة الحال لن ينجح في إيران الا ان السلطة القضائية الإيرانية تريد فرض رأيها على الرئيس وكسر ارادته.
إقرأ أيضًا: تحجيم الدور الإيراني ثمن بقاء ترامب في الإتفاق النووي
ويبدو أن قرار السلطة القضائية بحجب تلجرام أثار إمتعاض الرئيس روحاني بشدة حيث أنه ألغى برنامجه لإفتتاح معرض الكتاب الدولي الذي بدأ أعماله اليوم في العاصمة، ويعتبر معرض الكتاب أهم حدث ثقافي في إيران في كل عام وتقليديًا يلقي الرئيس كلمة في مراسم افتتاحه.
وحتى اللحظة لم يتخذ الرئيس موقفًا تجاه قرار السلطة القضائية غير أن الغاءه زيارة المعرض بحد ذاته يجسد موقفه الرافض الذي يتفق معه فيه وزير الاتصالات آذري جهرمي الذي قدم استقالته للرئيس احتجاجًا على قرار السلطة القضائية.
ثم أصدرت الحكومة بيانا احتجاجيا ضد قرار القضاء معتبرًا أن تحديد التهديدات الأمنية يخص مجلس الأمن القومي وليس القضاء ويجب على الجميع الإلتزام بالقرارات الصادرة عن الأمن القومي فيما يخص القضايا الأمنية.