لم تشكل استقالة الحكومة اي صدمة عند المتابعين على الساحة السياسية اللبنانية الا من حيث التوقيت ومداليله والحديث الان عن ما بعد الاستقالة وامكانية استشراف شيء من بصيص امل عند فريق من البسطاء حدى بهم للاكثار بالحديث عن " الحوار " من جديد بما يمكن ان يشكل نقطة انطلاق ايجابية , الا ان ما يجعلني استبعد هذه الامكانية هو نفس الطريقة التي تمت بها الاستقالة بحيث لم تأت وليدة احساس بالفشل عند القيمين عليها او انها جاءت نتيجة مؤشرات توافقية , بل على العكس من ذلك تماما فالاستقالة حصلت في ذروة اشتباك سياسي مذهبي تمظهر بعنوانين ( اشرف , واشراف ) وهذا ان دل فانما يدل على اننا قادمون على مرحلة تحمل معها المزيد من التعقيدات , وما الضوء الاخضر الذي اعطي للميقاتي للتنحي جانبا الا عبارة عن آذان بان مرحلة جديدة على وشك التشكل فعليا خاصة في ظل التصعيد الكلامي للرئيس الاميركي من داخل كيان العدو , والرد الكلامي المرتفع عليه من قبل الولي الفقيه وبين هذا وذاك فان المطلوب الان هو حسم هوية " الورقة " اللبنانية بشكل لا يحتمل التأويل او الضبابية وبالتالي حسم النزاع عليها بين الفريقين وصولا لتحديد هوية لاعبها الحقيقي لرميها بعد ذلك ان على طاولة المفاوضات او على ساحة النزاع الكبير ,, من هنا فانا اعتبر ان تنحية الميقاتي يمثل النهاية الفعلية للوصاية " السوايرانية " الهشة نتيجة اوضاع النظام السوري والدخول بشكل كلي بمرحلة الوصاية الايرانية التي لا تعتبر لبنان اكثر من منصة صواريخ جاهزة ,, فخوش اماديد !!