لا يختلف إثنان على أن أكثرية اللوائح المتنافسة في طرابلس يتصارع مرشحوها على الصوت التفضيلي، وذلك بفعل القانون الانتخابي “اللئيم” الذي يجعل من الحلفاء خصوما، يتنافسون فيما بينهم بدل أن يتكاملوا لمواجهة خصومهم في اللوائح الأخرى.
ولا شك في أن لائحة “المستقبل للشمال” تشهد صراعا واضحا بين أعضائها، في حين أن وزير العمل محمد كبارة يتعرض لهجوم واضح من حلفائه في اللائحة ومن بعض الخصوم، لكن كل أركان المستقبل يعلمون بأن كبارة هو الرافعة الشعبية الحقيقية والأساسية للائحة، وأن حضوره الوازن في طرابلس يجعله قادرا على تأمين مروحة واسعة من الأصوات وهو ما يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي في الماكينة الانتخابية الزرقاء لرفع الحاصل الانتخابي.
في غضون ذلك ينتظر سائر المرشحين على “لائحة الخرزة الزرقاء” القرار الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري خلال اليومين المقبلين حيال الصوت التفضيلي وكيفية توزيعه، في حين أن المنطق السياسي يقول بأن هذا الصوت يجب أن يعطى الى النائب سمير الجسر الذي يشكل رمزية لتيار المستقبل في طرابلس، لكن يبدو أن كثيرا من الأمور تغيرت خلال وبعد زيارة الرئيس الحريري الى طرابلس.
تقول المعلومات أن ثمة إتجاه مستقبلي لاعطاء الصوت التفضيلي الى المرشحة الدكتورة ديما جمالي، ما يترك سلسلة تساؤلات حول وضع سائر المرشحين في اللائحة، وخصوصا النائب سمير الجسر، علما أن النائب محمد الصفدي يتجه الى إعطاء الصوت التفضيلي الى المرشحة ليلى شحود، وذلك لسببين أولا أن شحود مقربة من الصفدي، وثانيا خوفا من أن تضيع أصوات ماكينة الصفدي مع أصوات تيار المستقبل أو أصوات النائب الجسر، في وقت يحرص فيه الصفدي على إظهار قدرته التجييرية أمام الحريري وهذا لا يمكن أن يظهر إلا من خلال دعم المرشحة شحود.
كثيرة هي المؤشرات التي تدل على تفضيل تيار المستقبل للمرشحة جمالي على النائب الجسر، أولها الاهتمام الذي يبديه فيها الرئيس الحريري، وهو كان إستهل جولته الطرابلسية بزيارة منزل الوزير كبارة، من دون أن يزور الجسر في منزله ما ترك سلسلة علامات إستفهام حول هذا الأمر، إضافة الى مرافقة جمالي للحريري في موكبه، وإلقائها كلمة في حفل العشاء الذي أقامه رجل الأعمال يوسف فتال، في وقت لم يُلقِ فيه الجسر أي كلمة لا في حفل العشاء ولا في المحطات التي زارها الحريري وتخللها لقاءات شعبية، وكذلك إهتمام منسقية الاعلام الزرقاء بالمرشحة جمالي دونا عن غيرها من المرشحين، حيث أن منسق القطاع الاعلامي في طرابلس يرافقها في كل جولاتها ويعمل على تعميم أخبارها على وسائل الاعلام.
ولم يعد خافيا على أحد، أن تسريبات كثيرة بدأت تخرج من الدوائر الضيقة في تيار المستقبل تشير الى أن الصوت التفضيلي سيكون الى المرشحة جمالي على حساب الجسر الأمر الذي من شأنه أن يثير حفيظة وغضب الجسر الذي يحتاج الى أصوات المستقبل للفوز في الانتخابات، إضافة الى شعور المرشحين الآخرين بالاحباط، سواء السنة منهم أو المسيحيين علما أن المرشحين الأرثوذكسي والماروني هما من خارج طرابلس ولا يستطيعان أن ينتخبا نفسيهما، وبالتالي فإنه من الصعب أن يحصلا على أصوات المسيحيين الطرابلسيين الذين يعبرون عن غضبهم على الرئيس الحريري بسبب إلغاء المسيحيين من المعادلة الانتخابية.
تقول مصادر مقربة من النائب الجسر، أن القرار بشأن الصوت التفضيلي لم يصدر بعد، وأن هذا القرار ما يزال مجهولا، لكنه سيصبح معلوما قبل يوم الانتخاب بنحو 48 ساعة.