كانت المدعية الاجنبية تقيم في فواييه في السوديكو. وليلا، طلبت هاتفيا بعض حاجاتها من سوبر ماركت يعمل فيه المتهم السوري طراد ا. ولدى وصوله وقيامها بفتح باب غرفتها لتسلّم ما طلبته، دخل غرفتها عنوة، وألقى بها على السرير محاولا اغتصابها. وعندما بدأت بالصراخ وضع يده على فمها محاولا اسكاتها، الا انها استطاعت مقاومته والافلات منه بصعوبة بعد عراك طويل. وتوجهت نحو الباب وهي تصرخ طالبة النجدة، فهب ناطور البناء وتوجه الى مصدر الصوت، ليشاهدها تصرخ وتبكي جالسة على الارض وهي في حال مزرية. كما شاهد آثار تمزيق على تنورتها وقميصها والمتهم يخرج من غرفتها مرتابا وعلى وجهه علامات التوتر، وعمل على طرده.
واعترف المتهم في التحقيقات الاولية بمحاولة اغتصاب المدعية واقامته على الاراضي اللبنانية بصورة غير شرعية، وحاول التملص من فعلته بأن انكر في التحقيق التالي الاستنطاقي ما اقدم عليه، وكذلك لدى محاكمته، نافيا ان يكون دخل غرفتها، وانما اوصل الطلبية فحسب. كذلك نفى حصول اي خلاف معها، متراجعا عن اعترافاته الاولية بحجة انتزاعها منه تحت تأثير الضرب. وفي جلسة محاكمته امام محكمة الجنايات، استمعت الهيئة الى افادة شاهد الحق العام المعاون اول في المباحث الذي أيد مضمون المحضر الذي نظمه خلال التحقيق الاولي مع المتهم، مشيرا الى ان الاخير ادلى بافادته بدون تعرضه لاي ضغط او ضرب. كما صار الاستماع الى افادة المدعية بعد الاستعانة بأحد رتباء التحقيق للترجمة. وتعرفت الى المتهم بعد عرضه عليها. كذلك استمعت المحكمة الى افادة ناطور البناء الذي كرر مضمون اقواله السابقة لجهة ما حصل. واثر انتهاء محاكمته نفذت المحكمة مذكرة القاء القبض في حق المتهم، باعتبار انه اوقف في تاريخ حصول الجرم في تموز 2014، وخُلي بعد نحو 11 شهرا.
وفي تذاكرها، اعتبرت المحكمة ان المتهم اعترف صراحة امام قسم المباحث الجنائية المركزية بعد محاولة الانكار، بملامسة يد المدعية بعدما سلمها الاغراض، وبدفعها الى السرير، غير انها لم تتجاوب معه وانفعلت وبدأت بالصراخ، فخاف وحاول تهدئتها بدون جدوى. وتعزز اعترافه بافادات الشهود. وتاليا يؤلف فعله جناية الاكراه بالعنف على ارتكاب عمل مناف للحشمة. وحال صراخها ومقاومتها دون اتمام فعلته. ودانته بها وباقامته غير الشرعية في لبنان. وقضى الحكم بحبسه سنة واربعة اشهر، وهي مدة توقيفه تقريبا، باعتبار ان السنة السجنية تسعة اشهر والشهر السجني 20 يوما. وقررت المحكمة تضمينه النفقات كافة.