انتظر اليوم الذي يمارس فيه حقه الديموقراطي بالتصويت في الانتخابات النيابية، قطع مسافة طويلة من أبوجا الى نيجيريا، ليقترع في سفارة بلاده، ارسل صورة ابهامه الملطّخ بالحبر الى عائلته عبر "الواتساب"، كان سعيداً بخطوته، لكن يا للاسف لم تكتمل فرحته، بعدما انتظره شبح الموت في طريق عودته، خطفه في لمحة البصر من بين احبابه... هو روني الحاج حسن، العريس الذي حال الموت دون زفه الى عروسه كما كان مخططاً له.
ضربة مميتة
جبيل مسقط روني (28 سنة)، فجعت بخبر رحيل ابنها الى الابد، بعدما ودعها قبل سنتين وانتقل الى العمل مبرمجَ كومبيوتر في احدى الشركات في ابوجا، وبحسب ما شرحه خاله نهدات لـ "النهار": "في الامس توجه روني مع صديقه طارق يرافقهما سائق سيارة افريقي كي يشارك للمرة الأولى في الانتخابات النيابية، انتهى من التصويت، تناول الغداء مع اصدقائه، امضى وقتا في نيجيريا قبل ان يعود ادراجه الى ابوجا برفقة طارق من دون ان يصلا الى وجهتهما، حيث انقلبت السيارة بهما من دون معرفة تفاصيل اكثر عن الحادث، لكن بحسب ما قاله صديقه كان روني يجلس في الخلف ولم يكن يضع حزام الامان، في حين وضعه طارق، الضربة اتت على رأس روني مما أدى الى نزيف حاد، وكل محاولات اسعافه من اجل انقاذه باءت بالفشل، فلفظ آخر أنفاسه".
عريس السماء
قبل سنة ونصف السنة ارتبط روني بفتاة، كانت لديه النية كما قال خاله "للقدوم الى لبنان في شهر ايلول لزفه على عروسه بعد ان جهّز بيته وبات حاضرا للزواج"، مضيفاً: "يا للاسف سيصل بلده جسدا بلا روح حيث سنزفه الى مثواه الاخير، وتسعى السفارة اللبنانية مع وزارة الخارجية لارسال جثمانه اليوم كي يصل في الغد الى وطنه".
انتهت رحلة روني على الارض في بلاد الاغتراب، في غفلة أقفل كتاب حياته، لكن روحه المرحة وذكراه الطيبة ستبقى تفوح في كل مكان مرّ به...