تناول مكسيم سوخوف، المحلل المتخصص في الشؤون الروسية في موقع المونيتور الأميركي، الوساطة الروسية بين إيران وإسرائيل، في ضوء الأحاديث عن مواجهة وشيكة بينهما في سوريا.
 

في تقريره، انطلق سوخوف من اللقاءيْن المنفصليْن اللذيْن أجراهما أمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، الثلاثاء الفائت، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني ونائب أمين مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أيتان بن دافيد، في سوتشي، مشيراً إلى أنّ البعض تحدّث عن أنّ موسكو رتّبت اجتماعاً بين مسؤولين إسرائيليين وإيرانيين بعد ذلك. 

ونظراً إلى أنّ ديبلوماسييْن روسييْن رفضا التعليق على هذه الأخبار وإلى أنّ مصدراً مطلعاً في مجلس الأمن الروسي نفاها، ألمح سوخوف إلى أنّ روسيا تسعى إلى إبقاء هذه اللقاءات، إذا ما كانت قد حصلت فعلاً، "سرية"، خوفاً من قدرتها على الارتداد سلباً في طهران وتل أبيب.

وفي هذا الإطار، تناول سوخوف المساعي الروسية إلى إيجاد تسوية مؤقتة بين إيران وإسرائيل، موضحاً أنّه يتردد أنّ موسكو تخوض تحدياً في الأشهر الأخير لمواصلة الموازنة بين إيران وإسرائيل.

وعلى الرغم من أنّ المواجهة التي يحمى وطيسها في الأرض السورية بين إيران وإسرائيل "معقدة"، بيّن سوخوف أنّه يصعب التحقق في ما إذا تتطرق موسكو في محادثاتها مع طهران إلى وجود "حزب الله" ومقاتلين شيعة بمحاذاة الجولان المحتل، مستدركاً بأنّ منطق السلوك الروسي في المنطقة ينبع من محاولات لفهم والاعتراف بشرعية دوافع بعض اللاعبين، وإن اختلفت مع روسيا أو عارضت مصالحها.

وعليه، شرح سوخوف أنّ روسيا قد تعتبر وجود "حزب الله" مفهوماً من وجهة نظر إيران، مؤكداً أنّها تدرك في الوقت نفسه أنّ هذا الوجود يثير غضب إسرائيل، ما يعني أنّه يمثّل عاملاً للتصعيد لا يمكن تجاهله إذا ما تريد "إصلاح" سوريا على المدى البعيد.

وفيما أكد سوخوف أنّ روسيا تواجه صعوبات في لعب دور الوسيط وأنّ إيران وإسرائيل تحتاجان إليها لتلعب دور المخفف للصدامات، أوضح أنّ "هذا الوضع"، الذي يُرجح ألا يدوم طويلاً، ما زال يمنح موسكو الوقت الكافي لبلورة وضع راهن تحقق بموجبه "الاعتدال". ووفقاً لهذا الوضع، يتعيّن على إيران أن تردع تحركات "حزب الله" استفزازية، وعلى إسرائيل الامتناع عن تنفيذ ردود حازمة وغارات جوية وقائية، بحسب ما فسّر سوخوف.

وفي تحليله لوساطة روسيا، رأى سوخوف أنّ موسكو ستجعل من وجودها في سوريا أمراً ضرورياً، إذا ما استطاعت التأقلم مع الصعوبات الناتجة عن ممارسة دورها هذا.

ختاماً، كشف سوخوف أنّ موسكو تتخوّف من أنّ سيناريوهات تقوم على مبدأ القوة ونوقشت في واشنطن وتل أبيب ستُفرض في سوريا، ما لم تتوصل إلى اتفاق مع إيران، محذراً من أنّ هذه السيناريوهات قد تنتج بُعداً جديداً كلياً للحرب السورية وتشعل حرباً إقليمية واسعة النطاق.