كان يبعد امتاراً عن منزله حين حال باص دون وصوله، بعدما حصل حادث بينهما، ادى الى وقوعه عن دراجته الناريه واصابته إصابة بالغة في رأسه، نقل على أثرها الى المستشفى... هو حنا كرم ابن البترون الذي صارع الموت ساعات قبل ان يستسلم له.
نهاية مفاجئة
عند حوالي الساعة السابعة من مساء الخميس الماضي كان شبح الموت بانتظار حنا في احد احياء البترون، وبحسب ما قاله قريبه غابي لـ"النهار": "المصيبة كبيرة، فقد خسرنا إنساناً كرس حياته لعائلته، ليرحل فجأة تاركا وحيدته" مضيفا: "53 سنة مرّ حنا في هذه الحياة بكل هدوء، فجميع من عرفه يعلم انه كان شخصا طيب القلب، خلوقاً، يمضي معظم وقته بين عمله في إشكمانات السيارات وبيته، الى ان حانت النهاية من دون اية مقدمات، حيث لفظ آخر أنفاسه عند حوالي الساعة الثالثة والنصف من فجر امس على سرير مستشفى البترون الذي نقل اليه في وضع صحي خطر، ماذا عسانا ان نقول، جميعنا مصدوم، الى الآن لا نصدق انه فارقنا ولن يعود".
صدمة الوداع
عائلة حنا تتقبل التعازي بابنها، شقيقه المفجوع بفقدان من رافقه الدرب سنوات، علّق على موته بالقول: "نتمنى له الرحمة، كان على بعد امتار من منزله حين وقع الحادث بينه وبين الباص، لم نتابع تفاصيل ما حصل مع القوى الامنية، إذ ننتظر ان ننتهي من تقبل التعازي". أما مختار البترون حنا عجلتوني فأكد ان "سائق الباص سلم نفسه الى القوى الامنية التي فتحت تحقيقا بالقضية". شارحا: "عندما وقع الحادث كان الطقس ملبداً بالغيوم وماطراً، مع العلم ان حنا لا يتنقل على دراجته النارية كثيراً".
كتب لحنا ان يسجل اسمه في لائحة ضحايا الحوادث على طرق لبنان. في غفلة خطف من بين احبابه، الذين ودعوه الى مثواه الاخير، غير مصدقين ان من كان بينهم قبل ساعات يحدثهم ويمضي معهم الاوقات، لن يعود بعد الآن...