تعدّ عمليات تكبير وتجميل الثدي من أكثر الإجراءات التجميلية التي تجذب السيدات وتزيد ثقتهن في أنفسهن. ولكنّ هذه الخطوة تقلق كثيرات بسب إمكانية تمزّق السيليكون داخل ثديهنّ. فمذا يحدث عند التمزّق؟ وهل يسبّب ذلك السرطان؟
يُعتبر خطرُ انثقاب جدار كيس السيليكون أو حتى الكيس الذي يحتوي ماءً ملحيّاً وارداً بعد أيّ عملية تجميلية، ويسبّب تمزّق غرسة السيليكون في الثدي ألماً وتغيّرات في قوامه أو شكله.
تصرّح إدارة الغذاء والدواء الأميركية أنّ نحو 30 في المئة من النساء اللواتي تعرّضن لهذه العمليات، سيحتجن إلى استئصال هذه الدواعم الصناعية في غضون 10 سنوات من إجراء العملية، إما بسبب انثقاب الكيس أو بسبب ردود الفعل المناعية التي يسبّبها في نسيج الثدي.
في هذا السياق، نشر مستشفى "مايو كلينيك" الأميركية تقريراً لتوعية النساء حول هذا الموضوع، مشدّداً بدايةً على أنّ تمزقَ الغرسة لا يسبّب سرطان الثدي أو تكاثر الخلايا السرطانية، عكس ما أُشيع في السنوات السابقة، فلم يثبت حتى الآن أنّ اللواتي تعرّضن لعملية تجميل الثديَين مرشّحات أكثر من غيرهنّ للإصابة بسرطان الثدي.
التمزّق وإعادة التجميل
عندما توضع غرسةُ السيليكون في الثدي، يتكوّن النسيج الليفي المسمّى بالكبسولة حول الغرسة، وإذا تمزّقت، فقد لا تلاحظ السيدة ذلك، لأنّ السيليكون الخارج يبقى عالقاً في الأنسجة المحيطة، وهو ما يُعرف باسم التمزّق الصامت.
ومع ذلك، يمكن أن يلتهب النسيج الليفي مسبِّباً ألماً أو التهاباً أو تورّماً في الثدي المصاب، تغيراً في حجم الثدي أو شكله، تكتلاتٍ في الثدي، وليونة الثدي المصاب أو تصلّبه.
عندما تشك السيدة الخاضعة لتجميل ثديَيها باحتمال تمزّق غرسة السيليكون لا سيما إذا عانت من العوارض الآنف ذكرها، من الضروري عندها استشارة طبيبها، فهو الوحيد القادر على تأكيد أو استبعاد التمزّق باستخدام اختبارات التصوير مثل الفحص عبر التصوير بالرنين المغناطيسي.
وفي الإطار نفسه، إذا تمّ تأكيد تمزّق الغرسة، يوصي الطبيب بالاستئصال الجراحي.
وتجدر الاشارة الى أنه يمكن إعادة إدخال غرسة جديدة في العملية ذاتها في حال رغبت السيدة في ذلك. أمّا إذا لم تكن ترغب بذلك، فتحتاج عندها الخضوع إلى عملية ضبط الثدي أو غيرها من الجراحات التصحيحية للمساعدة على الحفاظ على تناسق الثديَين.
التمزّق الصامت
من جهة اخرى، في حال كانت العوارض صامتة دون وجود أيّ علامات وهو ما يُعرف بالتمزّق الصامت، فعندها يعود قرار العلاج للمصابة.
وتتبع بعض النساء أسلوبَ الترقّب والملاحظة، وتفضل أخريات استئصالَ الغرسة الممزّقة أو استبدالها، والأفضل أن يتمّ طلب المساعدة من الطبيب للمقارنة بين المميّزات والعيوب لكلا الخيارين.
وأخيراً يشدّد التقرير على ضرورة أن تتذكّر المرأة الخاضعة لتجميل الثدي أنّ الغرسات لا يُضمن بقاؤها طوال الحياة، بل في الواقع، توصي إدارة الغذاء والدواء بإجراء فحوصاتٍ روتينيةٍ عبر التصوير بالرنين المغناطيسي لاكتشاف التمزّق الصامت في غرسات السيليكون بالثدي، وذلك بدايةً من مرور ثلاثة أعوام على إدخال الغرسة وتُكرَّر الفحوصات كل عامين بعد ذلك، على أن تناقش السيدة خيار المراقبة مع جرّاح التجميل وبعدها تقرّر الأنسب لها.