متلفَّعا بغطاء الخيال ،معتمرا طاقية الأسطورة ،ناشرا ابجدية العالم ،ملهما ثقافات البشرية ،ومتسربلا بالرمزية نحى ذلك الوطن الملحمة ،من المجد والعلى ،الى الذل والهوان وذهب أدراج الرياح.
ذهني في حالة من الهشاشة لحظة تفكيري بما يجري في لبنان ،الطبقة السياسة النخبوية الزنيمة ،بيدهم الكؤوس وفي قلوبهم التمرد ،تجد نفسك وحيدا وسط المارة،غريبا داخل الضجيج ،فالحرب بينهم تقترب مثل الاستيهامات اللجوجة ،والنار تستعر كالهشيش الهش، وكلنا نيام حالمين !!حتى قهوتي الصّديقة وانا ارتشفها لم تجعلني الاحساس بأي امل في ذلك البلد !!!!
فهل هي مبارزة بين المتدين والمتحرر؟
ام حرب ضروس بين فكر معتوه واخر مشؤوم ؟
ام هي حرب الغاء ووجود واستفراد ؟
ام هي اثبات من هو العميل الاقوى؟
ام هي نشر الدعوة والرسالات المستوردة ؟
لبنان أين كلماتك العذبة التي أمطرتني بها عندما كنا معا وقد امتزجت أرواحنا فغدونا لا نطيق البعد ولا الهجر ؟!...
لبنان يا مستودع أسراري ..أبث لك ما يجول في داخلي من أحاديث شتى كانت سببا في سهدي و أرقي ...اين انت ؟!.......
انتحيت اثيرا وتواريت قليلا وما ان اهم بالجلوس واقفا في قطار خرج عن سكته ،لكي اشاهد المشهد من منظور اخر، لم ارى في عيني ولم اعتمل في قلبي سوى التناحر والافلاس والبغيضة والحقد والكراهية لا وجود لشحنة عاطفية او تحفيزا فكريا يستدعي وجودك في تلك الغابة العدم لبنان،انتحر ذلك الملاذ الذي نلجأ اليه كلما دهتنا الخطوب والمحن اذا صح القول بتلك الطبقة السياسة العاهرة يريدون من الشعب اللبناني:
"الوصول الى حدود المتاهة و الصعود الى حافة الهاوية فقط".