أولاً: تصاعد اللهجات العنصرية...
تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة اللهجات العنصرية ضد اللاجئين السوريين إلى لبنان، وهي "نغمة" قديمة قدم الأزمة السورية، ولطالما تاجر بها الذين يعتاشون على نفث السموم العنصرية والطائفية كلما سنحت لهم سانحة، ويكاد الوزير جبران باسيل أن يُحرز قصب السباق في هذا المضمار، أمّا أركان السلطة فلا يرون في وجود السوريين على أرضهم سوى الغُرم، ويتناسون الغُنم، فالسّوريون يُشكّلون اليوم الجزء الأكبر من اليد العاملة بأجور منخفضة، ويُنفقون ما يتلقّون من إعانات دولية في البلد، إعانات في مختلف القطاعات، ويُعانون الأمرّين في مختلف ظروف التهجير القسري الذي وقع على رؤوسهم،ومع ذلك تعمد قناة الجديد التلفزيونية (بكل عنصرية وخُبث) في إنتاج عملٍ غنائي هابط، ينضح بالحقد والعنصرية بحقّ اللاجئين السوريين على يد مخرجٍ لا يُحسن سوى إشاعة الأحقاد والمخازي، ممّا اضطرّ الإعلامية ديما صادق لإقامة دعوى قضائية بحقّ المخرج شربل خليل، بتهمة إثارة النعرات العنصرية بين اللبنانيين والسوريين، كذلك استقال الممثّل سعد القادري من برنامج خليل احتجاجاً على الإساءة التي لحقت وتلحق باللاجئين السوريين.
ثانياً: تصاعد خطابات السلطة العنصرية...
يُصرُّ المجتمع الدولي الحرّ (الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي) على رفض إعادة السوريين إلى بلدهم- الذي ما زال عُرضة لأبشع أنواع الحروب وأفتكها بالبشر والحجر- بالقوة والإكراه، مع الإصرار دائماً على العودة الطوعية، إلاّ أنّ رموز العنصرية والحقد والمناصرين لنظام الطغيان والحرب الأهلية في سوريا سرعان ما يعمدون للمتاجرة بورقة "التوطين" الوهمية، والتي لا تحيا سوى في مخيّلاتهم، فالسّوريّون كغيرهم من شعوب الأرض لا يرتضون غير بلدهم وطناً ومستقّراً، وبالامس عندما أعاد المجتمع الدولي (الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي) في بروكسل تخوُّفهُ من بعض محاولات إعادة اللاجئين إلى سوريا بالإكراه أو بوسائل أخرى غير مشروعة، (ذلك أنّ آخر قوافل العودة من المنطقة الجنوبية نحو سوريا رافقتها شوائبُ عدّة) نزل أركان السلطة ساح الاعتراض والرفض لقرارات مؤتمر بروكسل، بدءاً من رئيس الجمهورية عطفاً على رئيس مجلس النواب، الذي دعا صراحةً للتّنسيق مع السلطات السورية (صاحبة مشاريع الحروب والتهجير القسري الداخلي والخارجي) لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم، ويستكمل الوزير باسيل معزوفة العنصرية والكراهية، بعباراتٍ مهينة للشعبين اللبناني والسوري على السواء.
إقرأ أيضًا: على خطى الشاعر طلال حيدر .. صوتي التّفضيلي للمرشح إميل رحمة
ثالثاً: سلامُ الله عليك يا عُمر...
خطب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فقال:
من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أُبيّ بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني؛ فإنّ الله جعلني له خازناً وقاسماً؛، إنّي بادئٌ بأزواج رسول الله (ص) فمُعطيهُنّ، ثمّ المهاجرين الأولين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، أنا وأصحابي، ثمّ الأنصار الذين تبوّءُوا الدار والإيمان من قبلهم.