في ما تسمع يومياً من بقاّلة السياسة ومن باعة الأحلام للدراويش شيء يبعث على تقيء ما في وعاء معدتك من سموم الوعود التي لم تهضم كونها من ركام ما خرّبوا من بيوت آمنة طيلة سنين حكمهم العجاف وكونها مواد سامّة كانت موضبة في براميل برامجهم وتمّ فتحها على المعوزين لحظة انتخابهم ممثلين عنهم في مجلس حبسوا أنفاسهم به وأمطروه بخطب من نار الطائفية التي بذلتهم وابتذلوها لرخص المسؤولية في وطن يُحاسب أهلُه ولا يحاسب فيه المسؤول من ذوي الطاعة المفروضة كونه ممثل صاحب السماحة السياسية بركة المبروكين من أهل الخير ومن الجماعة المؤمنة من هذا الفصيل أو ذاك القطيع من مزارع الطوائف و المذاهب الممتدة على امتداد الوطن.
إقرأ أيضًا: بري ضمانة ضمانة ضمانة
باتوا على عكاز العمر ومازالوا على أعمارهم النيابية لا يريدون المغادرة ولا يسمحون لغيرهم بتبوء مقعد في وظيفة نيابية فهم أهل الحكم والشورى وأتباع المشورة هم خلاصة الأمّة وأحبارها المطهرون من أيّ دنس سياسي لقد طهرهم ربٌ لهم يأمر ولا يؤمر لأنهم أنبياؤه المرسلون من قبله كيّ يُسعدوا الناس بحسن وجوههم وبهاء ما عندهم من بشاشة ونُبل ونظافة قلب ورجحان عقل وهذا ما جعلهم مميّزون تعرفهم دون معرفة مسبقة فسيماهم في وجوههم وجباههم وجيوبهم إنهم فلتات أشواط بشرية ونبذات غير مكررة في صحف الأولين إنهم نوادر جحا وحكايات ألف ليلة إنهم زُبُر الحديد في زمن داود وفحول قوم لوط وعاقروا ناقة صالح ونافخوا النار في عجل هارون وتلاميذ المسيح الذين وضعوا المسامير في نعش قيامته وهم فرقة محمد الناجية من تمسك بها نجا من غرق الفقر والعوز ونال حظه في الدنيا بعد أن حصّل حظوظ الآخرة وجلس في القبر ينتظر جهوز القصر لينتقل اليه بوسام الشهادة الرفيع والصوت التفضيلي لأحد الأخيار المبشرين بجنة السلطة.
لا أعرف من أين أتوا دفعة واحدة وكتلة صلدة من أحجار بكة وتربة النجف كأنهم استفاقوا في ليلة مباركة من ليالي القدر بعد أن نزل جبريل على قلب ربّ الحزب أو الطائفة وأخبره بأسمائهم الحُسنى وأنه لا تبديل لأسمائهم فهم المختارون من المختار الأعلى ولا إمكانيّة للتفريط بإسم من الأسماء المحفورة على ألواح العرش والتي تحيطها الملائكة من كل حدب وصوب وتلهج ألسنة المؤمنين بذكرها إنهم أوّل الغيث وباكورة الخلق ونعمة الطين وسرّ التراب وأولي أجنحة مسافرة الى حيث يدب الخراب فيبنوا ما خربته أيادي الكافرين من ملل الشيطان الملعون ويعمرون مساجد الله حيث تُذكر أسماؤهم النبيلة ويذاع صيتهم كمؤذنين للأمل والوفاء.
إقرأ أيضًا: برلمان توريط النفس أو النأي بالنفس؟
بورك فيهم كما بورك بالتين والزيتون جماعة النحل يعاسيب العسل قامات أعلى من طوفان نوح وأقلام أحدّ من رماح الرمّاحين في حُنين يوم أعجبتهم كثرة السيل فلا شجر يعلو طولهم ولا بحر يدنو منهم ... إنهم مواسم العمر ولا تبديل لفصول السنة طالما أنهم الصيف والخريف والربيع والشتاء وهذه الألوان التي تسيّج حدائقنا وتزهو بجناننا وتبسط بُسطها حيث تمشي أقدامنا وأقدارنا الى آخر الجمر.
نعم سنصوت لهم وبكثافة و لن يتأخر رضيع عن فرصة التصويت للكتلة المفضلة و التفضيلية سنزحف الزحف المقدس لا للقدس بل لنصرة اللائحة الأقدس للائحة الأنبياء والأولياء فكل أسماء اللائحة أسماء نبوة لا مكان لإسم غير نبي أو وصي فنحن نخاف الله ولا نرتكب الفواحش ما ظهر منها وما خفيّ ومعاذ الله أن نجترح أسماء أخرى فله وحده الأسماء الحُسنى ولا تبديل لأسمائه فهو أخبر منا حيث يضع إسماً من أسمائه فهو العارف والباسط والآمر والناهي والمتكلم والخطيب والمفوه والعاقل والعالم وما من صغيرة أو كبيرة إلاّ وأحصاها في خطاب مبين .