من البديهي أنّ تولّي كل حامل أهمّية إضافية لنظامها الغذائي، خصوصاً أنّ الأصناف التي تستهلكها تصل إلى جنينها ويمكن أن تؤثر فيه مدى الحياة. وفي حين أنّ تقيّد الحامل بغذاء يكون متوازناً ونوعيّته جيّدة أمر أساسي، لكن في المقابل عليها تفادي بعض المأكولات لسلامتها وطفلها:
اللحوم المطبوخة مُسبقاً والمُعالجة
يمكن أن تحتوي بكتيريا الليستيريا المسبِّبة لمرض «Listeriosis» الذي تشمل أعراضه إرتفاع حرارة الجسم، وأوجاع الرأس، والإسهال. استناداً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تُعتبر الليستيريا خطرة خصوصاً للحوامل لأنها قد تؤدي إلى الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو ولادة مُبكرة، أو عدوى تهدّد حياة الطفل. في حال العجز عن مقاومة ساندويش الدجاج، يُنصح بشَوي صدر الدجاج في المنزل والتلذّذ به.
الجبنة غير المبسترة
البسترة عبارة عن إجراءٍ يستخدم الحرارة لتدمير مسبّبات الأمراض الموجودة في المأكولات. غالبية الأجبان المُباعة تكون مُبسترة، لكن هذا لا يمنع من توافر العديد منها، خصوصاً الأنواع الليّنة، من دون خضوعها لهذه العملية. لسوء الحظّ، يرتفع خطر انتشار الليستيريا في هذه الأجبان، ما يهدّد صحّة الحامل وجنينها. لذلك يجب قراءة أغلفة المنتجات جيداً قبل شرائها، والتأكد من وجود عبارة «مُبسترة»، علماً أنّ هذا الأمر ينطبق أيضاً على الحليب وكافة مشتقاته.
اللحوم وثمار البحر النيّئة
اللحوم النيّئة أو غير المطبوخة جيداً، كشريحة اللحم المطبوخة بشكل متوسط أو السوشي، تُعتبر عاملَ خطر للتسمّم ببكتيريا السلمونيلا التي تسبّب الإسهال، وارتفاع حرارة الجسم، وتشنّجات المعدة. الحامل تكون أكثر عرضةً للقيام بردّ فعل قويّ لعدوى السلمونيلا، والبكتيريا بحدّ ذاتها قد تؤثر في الطفل. وبما أنّ السلمونيلا تسبّب إسهالاً شديداً، يمكنها أيضاً أن تؤدّي إلى الجفاف الذي قد يدفع بالرحم إلى البدء بالتقلّص قبل الأوان. باختصار، لا داعي للمجازفة وتعريض هذه المرحلة الدقيقة لأيِّ خطر!
بعض أنواع السمك
كالمارلن، والمكاريل، وأبو سيف، والقرش لاحتوائها مستويات مرتفعة من الزئبق الذي قد يؤدّي إلى تلف الجهاز العصبي المركزي للطفل. لكنّ هذا لا يعني أنه يجب الامتناع عن مختلف ثمار البحر، إنما الحرص على اختيار الأنواع القليلة بالزئبق أو الملوّثات الأخرى. يُعتبر السَلمون والسردين من بين الخيارات الجيّدة لغناهما بالأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 وانخفاض الزئبق فيهما.
ثمار البحر المدخّنة
على غِرار اللحوم المطبوخة مُسبقاً أو المعالجة، يمكن لثمار البحر المدخّنة أن تكون مأوى لليستيريا. عند الرغبة في تناول السمك، يجب البحث عن الأنواع القليلة بالزئبق وتحضيرها في المنزل لتقليص احتمال التعرّض لأيّ انعكاس سلبيّ.
البيض غير المطبوخ جيداً
يرجع السبب إلى احتمال انتشار السلمونيلا فيه. يشدّد الخبراء على أنّ الأمر هنا لا يقتصر فقط على البيض النيّئ بحدّ ذاته إنما أيضاً على المنتجات التي يدخل في تركيبتها. بعض الصلصات، وشراب الـ»Eggnog»، وبعض أنواع البوظة المحضّرة في المنزل قد يحتوي البيض النيّئ أو غير المطبوخ جيداً.
في حال استهلاك الجبنة غير المبسترة، أو تناول اللحوم المطبوخة مُسبقاً أو المُعالجة عن طريق الخطأ، لا داعي للهلع. المطلوب الانتباه جيداً إلى الأعراض التي قد تظهر، وفي حال الشعور بالانزعاج يجب استشارة الطبيب سريعاً.