انتشار الجرب في مدرسة عبرا الرسمية دفع بمدير المدرسة أنطوان سامية الى اقفالها منذ يومين بعد انتشار العدوى في صفوف التلامذة والأساتذة. لم تمرّ هذه الحادثة مرور الكلام بسبب إهمال بعض الأهالي لعلاج أطفالهم مما تسبب بانتشار العدوى سريعاً، الأمر الذي أدى الى تحرك وزارتي التربية والتعليم العالي والصحة سريعاً وإرسال مراقبين صحيين للكشف على المصابين وإرشاد الأهالي وتوعيتهم حول مرض الجرب. 60 إصابة كانت كفيلة في استنفار صحي، فماذا جرى داخل المدرسة ولماذا رفض بعض الأهالي اعطاء العلاج لأطفالهم؟
أكد وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده في حديث له، انه "ارسلت المراقبين الصحيين والدواء لمعالجة المصابين بالتعاون مع وزارة الصحة، واتخذتُ قراراً باقفال المدرسة لمدة 3 ايام".
من 12 الى 60 حالة جرب
وفي التفاصيل، تحدث مدير مدرسة عبرا الرسمية أنطوان سامية لـ "النهار" إلى أن "الحادثة ليست جديدة وإنما حصلت منذ شهر تقريباً بعد إجراء كشف صحي على الطلاب النازحين السوريين وتبين أن هناك نحو 10 - 12 حالة اصابة بالجرب، مما استدعى إبلاغ الأهالي واعطاءهم الأدوية اللازمة للعلاج. وبعد انتهاء عطلة عيد الفصح (12 يوماً) وبعد الكشف على الطلاب المصابين كانت الصدمة بعدم التزام كل الأهالي بالعلاج ما أدى الى انتشار العدوى الى باقي الطلاب وظهور اصابات جديدة في المدرسة".
وفق سامية أن "ما جرى استدعى استنفاراً صحياً فاتصلتُ بالإرشاد الصحي في المنطقة وابلغت الوزارة بكل التفاصيل. ارسلت وزارة الصحة طبيبة من قبلها كشفت على الحالات وبقيت في المدرسة 4 ايام وتمّ تسليم نحو 80 عبوة للعلاج أرسلت من بيروت لتوزيعها على الأهالي والمصابين. كما وزعنا ارشادات ونصائح للتوعية من مرض الجرب، لكل للأسف هناك بعض الأهالي الذين لم يتجاوبوا معنا ورفضوا علاج ابنائهم اتهمونا بأننا "عنصريون واننا نقول عن النازحين انهم لا يهتمون بالنظافة الشخصية".
اذاً، أخذت الحادثة بُعداً مغايراً لما هي عليه حقيقة، من موضوع صحي الى اتهام بالعنصرية. يستغرب سامية "كيف تجاوب البعض مع جرب ابنائهم والإهمال الحاصل في علاجهم. هناك نحو 60 إصابة بالجرب غالبيتها من الصغار. عُولجت بعض الحالات وعادت الى المدرسة بعد أيام في حين ما زال هناك قسم في المنزل يتلقى العلاج وآخر يرفض العلاج، علماً ان هذه العدوى تنتقل اما باللمس او بالعلاقة الجنسية او بإستعمال ملابس لمريض مصاب بالجرب. نحن نقوم بكل ما يلزم لحل هذه المسالة بدءاً من علاج المصابين وصولاً الى تعقيم المدرسة، ولقد أبلغنا كل المعنيين للتحرك معنا والكشف عما جرى في مدرستنا".
رواية البلدية
لم تكن البلدية على علم بما جرى، فوجئت بوجود بعض الطلاب في الشارع وعند سؤالهم عن غيابهم عن المدرسة جاء الجواب "في جرب بالمدرسة والمدير قرر يسكر المدرسة كم يوم".
من جهته، اشار رئيس بلدية عبرا ادغار مشنتف في اتصال مع "النهار" الى انه "اُبلغ بالحادثة بعد ان كشف مدير المدرسة عن وجود اصابات "بالجرب" للطلاب النازحين السوريين في دوام بعد الظهر مما استدعى تدخل الطبيبة المسؤولة واعطاء العلاج للتلاميذ والتفسير للأهل عن اهمية العلاج. ولكن هناك بعض الأهالي الذين أهملوا العلاج ما تسبب بإنتشار العدوى في صفوف التلاميذ وبعض المدرسات في الدوام النهاري". ويضيف "انتشار العدوى حدا بوزارتي الصحة والتربية إلى التحرك، وأرسلت لجاناً صحية للكشف عن الحالات ومتابعتها مع الأهالي. كما تقرر اقفال المدرسة لعدة ايام الى حين انتهاء التعقيم وعلاج الحالات".
لكن ما هو الجرب؟
ان الجرب هو حشرة تعيش في الجلد وتحفر نفقا لتبيض وتتكاثر تنتقل باللمس المباشر من انسان مريض الى اخر صحيح. وتشمل اعراضها :
* الحكة الشديدة في كل انحاء الجسم وتزاد خصوصاً اثناء الليل.
* بثور حمراء وطفر جلدي .
* خدوش: ظهور خدوش نتيجة الحكّة الشديدة ومن الممكن أن تُصابَ هذه الخدوش بالتهابات بكتيريّة تزيد الوضعَ سوءاً، حيث تؤدّي إلى احمرار الجلد والألم.
* عند وجود الجرب على جميع افراد العائلة العلاج حتى عند الذين لم تظهر عليهم اعراض الحكة.
* اذا لم تعالج هذه الحالات من الممكن ان تنتشر في البيئة المحيطة .
ينتقل الجرب عادة بالإتصال الشخصي، كاللعب مع طفل مصاب أو النوم معه، وباستعمال مشترك لمناشف ملوثة أو شراشف الأسرة والملابس، أو وجود حيوانات بالمنزل مصابة كالقطط والكلاب.
أولاً لا بد من النظافة الشخصية ونظافة المكان واستبدال المناشف وشراشف السرير الخاصة بالشخص المصاب والتخلص منها منعاً للعدوى. ثم تبدأ مرحلة العلاج بالأدوية وعلاجها بمراهم توضع على الجلد بالإضافة الى بعض الأدوية.